الجمعة, 17 أكتوبر 2025 02:18 PM

غموض يكتنف مصير معتقلين من درعا في السجون الإسرائيلية.. مناشدات للكشف عن مصيرهم

غموض يكتنف مصير معتقلين من درعا في السجون الإسرائيلية.. مناشدات للكشف عن مصيرهم

في الرابع من تشرين الأول، حاصرت 17 مدرعة إسرائيلية منزل مهنا البريدي في قرية جملة بريف درعا الغربي. اقتحم عناصر مدججون بالسلاح المنزل بشكل مفاجئ، موجهين أسلحتهم نحو جميع أفراد العائلة. اعتقلت القوات الإسرائيلية ابن مهنا البريدي ورفاقه الذين كانوا يسهرون في منزله، وقامت بتكبيلهم جميعًا، ثم استخدمت الكلاب لتفتيش المنزل بحثًا عن أسلحة، لكنها لم تعثر على شيء، وفقًا لما ذكره مهنا البريدي لعنب بلدي.

صادرت القوة الإسرائيلية ثلاثة هواتف نقالة وحاسوبًا من المنزل، واقتادت ابنه، ومنذ ذلك الحين لم يعرف مصيره. المعتقلون هم: محمد البريدي ومحمود البريدي ومحمد السموري، ولا يزال مصيرهم مجهولًا حتى وقت إعداد هذا التقرير. ناشد مهنا البريدي، في حديثه لعنب بلدي، الحكومة السورية والمنظمات الدولية التدخل الفوري للكشف عن مصير أبنائهم.

اعتقالات متكررة

تكررت حوادث اعتقال المدنيين من محافظتي درعا والقنيطرة جنوبي سوريا على يد القوات الإسرائيلية، التي تتوغل باستمرار في القرى والبلدات الحدودية. بينما تفرج إسرائيل عن بعض المعتقلين بعد ساعات قليلة من احتجازهم، تحتفظ بآخرين دون الكشف عن مصيرهم، وسط مطالبات من الأهالي للحكومة السورية والمنظمات الدولية المعنية بالتدخل.

في العاشر من تشرين الأول الحالي، اعتقلت إسرائيل خمسة مدنيين من سكان بلدة صيدا الحانوت بريف القنيطرة الجنوبي، من بينهم راعيان وثلاثة مزارعين، بالقرب من خط وقف إطلاق النار في المنطقة.

موقف “أندوف”

طالب أهالي المعتقلين قوات مراقبة فض الاشتباك التابعة للأمم المتحدة (أندوف)، المتواجدة في قرية جملة، بالكشف عن مصير أبنائهم المعتقلين من قبل إسرائيل. ردت “أندوف” برسالة باللغة الإنجليزية، تفيد بأن المعلومات المتوفرة لديها تشير إلى أن الجيش الإسرائيلي يحتجز الأفراد المذكورين لتورطهم في أنشطة “إرهابية” ضد دولة إسرائيل، وأنهم ينتظرون محاكمتهم أمام القضاء الإسرائيلي، ومحتجزون في ظروف “قانونية سليمة”، وحالتهم الصحية مستقرة.

قرية جملة هي قرية حدودية تقع على ضفاف وادي الرقاد، الذي يفصلها عن الجولان السوري، ويعمل سكانها في الزراعة وتربية النحل، ويبلغ عدد سكانها حوالي 4000 نسمة. نفذت إسرائيل في السابق عمليات مداهمة واعتقال في بلدات وقرى حدودية في سوريا، بدعوى ملاحقة أشخاص مرتبطين بميليشيات إيرانية.

المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، قال في تغريدة عبر حسابه بمنصة “إكس“، في 12 من أيلول الماضي، إن الجيش الإسرائيلي ألقى القبض على “خلايا مخربين تم تحريكها من قبل وحدة العمليات الخاصة التابعة لفيلق القدس الإيراني”، في سلسلة مما وصفها بـ”العمليات الخاصة”. وأشار أدرعي إلى أنه في شهري آذار ونيسان من العام الحالي، جرى القبض على عنصرين ميدانيين تابعين لـ”الوحدة 840″ على الأراضي السورية وهما زيدان الطويل ومحمد الكريان.

إسرائيل تعلن القبض على خلايا لـ”فيلق القدس” في سوريا

الرسالة غير كافية

مهنا البريدي، والد أحد المعتقلين في قرية جملة، صرح لعنب بلدي بأن المعلومة التي صدرت عن “أندوف” هي الوحيدة التي وردت عن أبنائهم، معتبرًا أنها غير كافية. طالب بالإفراج عنهم أو الكشف عن طبيعة النشاط “الإرهابي” الذي اتهمتهم إسرائيل فيه. وأشار إلى أنه راجع وزارتي الخارجية والإعلام السورية في دمشق، لكنه لم يحصل على أي إجابات.

عادة ما تفرج إسرائيل عن المعتقلين الذين تعتقلهم من القرى الحدودية في حوض اليرموك بعد ساعات، إلا أنها ما زالت تحتفظ بهؤلاء الأشخاص رغم مرور أكثر من 12 يومًا على اعتقالهم. ولا يزال مصير الشابين علي العبدالله (19 عامًا) وابن عمه بهاء العبدالله (17 عامًا)، اللذين اعتقلتهما إسرائيل في 29 من حزيران الماضي في بلدة معرية في ريف درعا الغربي، مجهولًا، وسط مناشدات من ذويهم ووعود من الحكومة السورية بمتابعة أمرهم.

واقع أمني جديد

أكد مهنا البريدي لعنب بلدي أن القوات الإسرائيلية تدخل أي منطقة تريدها في حوض اليرموك الغربي متى تشاء دون وجود أي قوة تردعها، وتستند في بعض الأحيان إلى تقارير “كيدية” من السكان المتعاونين معها. فرضت إسرائيل واقعًا أمنيًا جديدًا بعد سقوط النظام السوري السابق، إذ احتلت نقطة الجزيرة غربي بلدة معرية، في 8 من كانون الأول 2024، واتخذت منها نقطة عسكرية مدعومة بالدبابات والعربات ومنصات إطلاق للطيران المسير. تعتبر الجزيرة موقعًا استراتيجيًا، إذ تفصل بين وادي الرقاد ووادي اليرموك، وتطل على معظم قرى حوض اليرموك، ويحدها من الجنوب الحدود الأردنية ومن الغرب الجولان المحتل.

مشاركة المقال: