بادر العديد من المزارعين في حماة بقطف محصول الزيتون قبل الموعد المحدد في 15 تشرين الأول، خوفاً من تعرضه للسرقة. وكانت مديرية زراعة حماة قد حددت منتصف تشرين الأول موعداً لبدء موسم الجني، الذي يستمر عادةً لمدة شهرين.
أوضح مزارعون لـ«الوطن» أن إنتاج هذا العام شهد انخفاضاً ملحوظاً بسبب التقلبات الجوية والجفاف والإصابات الحشرية، بالإضافة إلى ظاهرة معاومة الإنتاج. وذكر المزارعون هيثم حسن وسليمان العلي ونزار حسن وصلاح الحمدو من قرى بشاوي والطمارقية والقصية بريف المحافظة الغربي، أن موسم قطاف الزيتون يمثل أهمية كبيرة للفلاحين، حيث يجنون ثمار تعبهم وجهدهم. وأشاروا إلى أن العديد من العائلات التي لا تمتلك أراضي تعتمد على العمل في موسم القطاف كمصدر رزق موسمي، يمكنهم من توفير مؤونتهم من الزيت وزيتون المائدة.
طالب المزارعون الجهات المعنية بتحديد أجور معقولة للمعاصر، والرقابة على عمليات العصر، وفتح أسواق لتصريف الزيت، نظراً للظروف التي أدت إلى انخفاض الإنتاج. وأشار المزارعون ياسر إسماعيل ومحمد سليمان وحسن الأحمد من مصياف، إلى أن تسعيرة العصر التي كانت تفرضها لجان النظام البائد خلال المواسم السابقة، كانت تزيد الأعباء المادية على المزارعين، خاصةً مع ارتفاع تكاليف الإنتاج وأجور نقل المحصول إلى المعاصر. وأدى ذلك إلى ارتفاع سعر صفيحة الزيت الذي تجاوز 1.2 مليون ليرة في الموسم الماضي، ما أثر سلباً على التسويق. واقترحوا تشكيل لجنة على مستوى المحافظة تضم ممثلين عن مديريات الزراعة والصناعة والبيئة والتجارة الداخلية وغرفة التجارة والصناعة، تتولى مهمة تحديد أجور العصر والإشراف على عمل المعاصر طوال الموسم، وتكثيف الجولات الميدانية.
من جانبه، أوضح مدير الزراعة صفوان المضحي لـ«الوطن»، أنه تم تحديد يوم الأربعاء 15/10/2025 موعداً لبدء موسم قطف الزيتون في المحافظة. وأكد أن المديرية تتابع عن كثب واقع الموسم الزراعي، وتعمل على تقديم الدعم الفني والإرشادات الزراعية اللازمة للمزارعين، لضمان تحقيق أفضل إنتاج ممكن وجودة عالية للمحصول رغم الظروف الجوية السائدة. وأضاف أن المساحة الكلية المزروعة بأشجار الزيتون في المحافظة بلغت 72703 هكتارات، وأن التقديرات الأولية للإنتاج للموسم الحالي تبلغ نحو 51272 طناً.
وأوضح أنه في إطار حرص المديرية على دعم المزارعين والحفاظ على جودة الإنتاج الزراعي، وجهت جملة من الإرشادات والتوصيات الفنية لمزارعي الزيتون خلال فترة القطاف، وذلك بهدف ضمان إنتاج زيت عالي الجودة والمحافظة على الشجرة والإنتاج المستقبلي، وهي: اختيار الموعد المناسب للقطاف عند اكتمال نضج الثمار وتحوّل لونها تدريجياً إلى البني أو الأسود بنسبة 60%، لضمان أعلى نسبة من الزيت وجودته. وتجنب ضرب الأغصان بالعصي أو استخدام وسائل تؤدي إلى كسر الأفرع، لما لذلك من تأثير سلبي على الإنتاج في المواسم القادمة، مع ضرورة الحفاظ على سلامة الأوراق والأغصان. والاعتماد على طرق القطاف اليدوي أو الميكانيكي الحديثة التي تحافظ على سلامة الثمار والأشجار. وفرز الثمار مباشرة بعد القطاف واستبعاد المصابة أو المتساقطة على الأرض لتجنب زيادة الحموضة في الزيت. وعدم تخزين الثمار المقطوفة لفترات طويلة قبل العصر، ويفضّل أن يتم عصرها خلال 24 – 48 ساعة من القطاف. واستخدام صناديق بلاستيكية مثقبة لنقل الثمار بدلاً من الأكياس، للمحافظة على التهوية ومنع التخمر. والتأكد من نظافة المعاصر والأدوات المستخدمة في عملية العصر والتخزين لضمان سلامة وجودة المنتج النهائي. وتخزين الزيت في عبوات نظيفة وغير شفافة ضمن أماكن باردة وجافة بعيداً عن مصادر الحرارة والرطوبة والضوء المباشر.
ولفت إلى أن مديرية الزراعة تؤكد أهمية التزام المزارعين بهذه التوصيات الفنية، حفاظاً على جودة الإنتاج الوطني من الزيتون والزيت، ودعماً لاستدامة هذا القطاع الحيوي في المحافظة.
حماة- محمد أحمد خبازي