الأحد, 19 أكتوبر 2025 01:08 AM

الرقة: مدارس الريف المهملة تهدد مستقبل الأطفال وتفاقم التسرب المدرسي

الرقة: مدارس الريف المهملة تهدد مستقبل الأطفال وتفاقم التسرب المدرسي

تعاني مدارس أرياف محافظة الرقة من تدهور كبير في البنى التحتية نتيجة للإهمال المتراكم، مما أدى إلى بيئة تعليمية غير مناسبة وزيادة في معدلات التسرب، خاصة بين الفتيات. هذا الوضع أثار قلق الأهالي الذين يطالبون الجهات المعنية بالتدخل الفوري لإصلاح الأوضاع وإنقاذ العملية التعليمية في الريف.

في العديد من القرى، مثل تل السمن، يفتقر الطلاب إلى دورات مياه مجهزة ونظيفة، مما يعيق حضور الفتيات بانتظام. وتقول أمل مروان، من سكان القرية، في تصريح لـ سوريا 24: "إن عدم وجود دورات مياه مناسبة يجعل بناتي يواجهن صعوبة في مواصلة الدراسة، وقد اضطرت العديد من الطالبات إلى ترك المدرسة لهذا السبب. نطالب لجنة التربية بالتدخل العاجل لحل هذه المشكلة التي تؤثر بشكل مباشر على مستقبل الفتيات."

ولا يقتصر الإهمال على المرافق الصحية، فمدارس أخرى في أرياف الرقة، مثل قرية الحتاش، تعاني من نقص حاد في مياه الشرب. هذا يدفع الأطفال إلى مغادرة المدرسة أثناء الدوام للبحث عن الماء، مما يعرضهم لمخاطر الطرق والأمراض المحتملة بسبب شرب المياه غير الآمنة. ويقول سامر الخطيب، أحد أولياء الأمور، لـ سوريا 24: "أطفالي يخرجون من المدرسة أكثر من مرة في اليوم للبحث عن الماء، وهذا يعرضهم للخطر ويشتت انتباههم. لا يمكن تجاهل غياب مياه الشرب النظيفة، لأنه يشكل خطراً على صحتهم ومستقبلهم."

توجد مشكلة أخرى لا تقل خطورة، وهي انهيار الأسوار أو غيابها التام في عدد من المدارس القريبة من الطرق العامة، مثل مدرسة كبش. ويؤكد جمال الأحمد، وهو والد أحد الطلاب، لـ سوريا 24: "سور المدرسة مهدّم تقريباً، والسيارات تمر بجوار الساحة التي يلعب فيها الأطفال. نحن قلقون كل صباح على سلامتهم ونطالب لجنة التربية بالإسراع في ترميم الأسوار وتوفير الحماية اللازمة."

تتفاقم هذه المشاكل بسبب غياب الصيانة الدورية وضعف التجهيزات التعليمية، مما يزيد من معاناة الطلاب والمعلمين ويعطل العملية التعليمية. ويشير الأهالي إلى أن سنوات النزوح والحرب جعلت المدارس في الأرياف مهمشة تماماً، على الرغم من أنها أساس إعادة بناء المجتمع واستقراره بعد سنوات من الأزمات.

يرى أهالي الريف أن استمرار إهمال البنية التحتية التعليمية لا يهدد التحصيل الدراسي فحسب، بل يؤثر سلباً على النسيج الاجتماعي بأكمله، حيث يدفع العديد من الأطفال إلى ترك التعليم والانخراط في أعمال هامشية أو البقاء في المنازل دون أمل في مستقبل أفضل. يأمل الأهالي أن تضع لجنة التربية في الرقة خطة عاجلة لإعادة تأهيل المدارس، تشمل بناء دورات مياه جديدة، وتوفير مياه الشرب، وترميم الأسوار، وتوفير بيئة صحية وآمنة تساهم في استقرار التعليم وتحافظ على سلامة الأطفال ومستقبلهم.

مشاركة المقال: