الإثنين, 20 أكتوبر 2025 12:52 AM

القامشلي تتحدى برد الشتاء: أسعار التدفئة تحرق جيوب الأهالي

القامشلي تتحدى برد الشتاء: أسعار التدفئة تحرق جيوب الأهالي

مع اقتراب فصل الشتاء، يواجه أهالي مدينة القامشلي تحديات جمة بسبب الارتفاع الحاد في أسعار وسائل التدفئة، مما يجعل توفير الدفء ضرورة يومية مكلفة، خاصة للأسر ذات الدخل المحدود. تجاوزت أسعار بعض أنواع المدافئ في الأسواق حاجز المليون ليرة سورية.

يقول أبو أحمد في حديث لـ"سوريا 24": "أسعار المدافئ مرتفعة للغاية، حيث يبدأ السعر من حوالي 600 ألف ليرة، ويصل بعضها إلى مليون ليرة حسب الحجم والنوع. هذا يشكل عبئًا ثقيلاً على المواطنين، وخاصة الفقراء وذوي الدخل المحدود."

ويضيف أن المشكلة تتعدى سعر المدفئة لتشمل تكاليف المازوت، الذي وصل سعره في السوق الحرة إلى حوالي 6200 ليرة سورية للتر الواحد، مع صعوبة الحصول عليه بسبب قلة المعروض وارتفاع الطلب.

في ظل هذه الظروف، يتجه عدد متزايد من الأهالي إلى مدافئ الحطب كبديل أقل تكلفة. يقوم الحدادون المحليون بتصنيعها بأسعار تتراوح بين 200 و400 ألف ليرة سورية، ويبقى الحطب أقل كلفة من المازوت رغم ارتفاع أسعاره. يؤكد الأهالي أن هذا الخيار أصبح الملاذ الوحيد للكثير من العائلات التي لا تستطيع شراء المازوت.

أما أبو جمال، أحد سكان القامشلي، فيقول إنه قرر إصلاح مدفأته القديمة بدلاً من شراء واحدة جديدة: "أملك مدفئة من العام الماضي تحتاج إلى بعض الإصلاح، لذا اخترت ترميمها لدى الحداد بدلاً من شراء مدفئة جديدة، فالأسعار هذا العام مرتفعة للغاية، حيث يبلغ سعر أبسط الأنواع حوالي 50 دولارًا، وتصل الأنواع الجيدة إلى أكثر من 100 دولار. الأوضاع المعيشية صعبة، ولم نعد قادرين على مواكبة الأسعار المتصاعدة."

يشير أصحاب محال بيع المدافئ إلى أن المبيعات تراجعت بشكل كبير هذا العام مقارنة بالسنوات السابقة، حيث يكتفي معظم الأهالي بصيانة المدافئ القديمة أو شراء المستعملة. يؤكد أحد التجار أن "الإقبال الأكبر أصبح على مدافئ الحطب بسبب عجز الناس عن شراء المازوت، خاصة مع محدودية الكميات التي توزعها الإدارة الذاتية."

وكانت الإدارة الذاتية قد أعلنت عن توزيع 300 لتر من المازوت لكل دفتر عائلة بسعر مدعوم يبلغ حوالي 350 ألف ليرة سورية، إلا أن الأهالي يرون أن هذه الكمية لا تكفي سوى لفترة قصيرة من موسم الشتاء الطويل.

ويقول أبو محمد لـ"سوريا 24": "أسعار المدافئ مرتفعة جدًا ولا نستطيع شراءها. حتى المازوت أصبح عبئًا كبيرًا، لذلك يلجأ البعض إلى الحطب رغم أنه ليس خيارًا مثاليًا، إذ يسبب دخانًا ورائحة خانقة داخل المنزل، خاصة للعائلات التي لديها أطفال. ومع انقطاع الكهرباء المتكرر، لم يعد هناك بدائل حقيقية لتأمين التدفئة."

مع استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية وارتفاع تكاليف المعيشة، يدخل أهالي القامشلي فصل الشتاء بقلق متزايد، وسط غياب حلول عملية تخفف عنهم أعباء البرد القارس وتؤمن لهم أبسط مقومات الدفء في ظل واقع معيشي يزداد قسوة عامًا بعد عام.

مشاركة المقال: