عقدت كوادر من المجلسين المدني والعسكري التابعين لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) اجتماعًا موسعًا مع عدد من وجهاء وأهالي بلدة مراط بريف دير الزور الشرقي. وناقش المجتمعون تطورات الوضع السياسي ومستقبل الإدارة في المنطقة، وفقًا لما أفاد به مصدر عسكري من "قسد" لعنب بلدي.
أوضح المصدر أن الاجتماع، الذي عقد الأحد 19 من تشرين الأول، تناول قضايا تتعلق بمقترحات "الإدارة المشتركة" والاندماج ضمن الخطط التنظيمية الأخيرة التي تطرحها "قسد" في مناطق سيطرتها شرق الفرات، بالإضافة إلى التطورات السياسية والعسكرية في سوريا.
وخلال اللقاء، تحدث مسؤول في الاستخبارات العسكرية لـ"قسد" عن "انتهاكات" قال إن الحكومة السورية ارتكبتها في محافظة السويداء، مشيرًا إلى أنها "ارتكبت مجازر بحق أبناء الطائفة الدرزية"، وأن بعض المشاركين في هذه الأحداث "تخفّوا بلباس عشائري لإخفاء تبعيتهم للحكومة السورية"، بحسب قوله. كما حمّل المسؤول الحكومة السورية مسؤولية المجازر التي وقعت في مناطق الساحل، معتبرًا أنها "سعت إلى إلصاقها بجهات أخرى لتضليل الرأي العام".
من جهته، نفى القيادي في "مجلس دير الزور العسكري"، نوري الخليل، دخول أي قوات تابعة للحكومة السورية إلى مناطق دير الزور الواقعة تحت سيطرة "قسد". وأكد في الاجتماع أن "المنطقة لا تزال تحت إدارة قوات سوريا الديمقراطية، ولم نسلم دير الزور للحكومة السورية، ولم يدخلوا شبرًا واحدًا من أراضيها".
يذكر أن قائد "قسد"، مظلوم عبدي، كان قد اجتمع مع قادة عسكريين، ورؤساء المجالس المحلية، ووجهاء عشائر من محافظة دير الزور، في 27 من تموز الماضي، بهدف الاتفاق على انسحاب "قسد" من كامل ريف دير الزور، تمهيدًا لتسلّم الحكومة السورية إدارة المدينة وريفها بالكامل. وقال مصدر حضر الاجتماع حينها، وتحفظ على نشر اسمه لأسباب أمنية، لعنب بلدي، إن القرار تمّ بفعل ضغوط أمريكية على "قسد".
لقاء بين الشرع وعبدي
عقد الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع، وقائد "قسد" مظلوم عبدي، اجتماعًا بدمشق، في 7 من تشرين الأول. اللقاء الذي أكدته وكالة "فرانس برس" على صفحتها في "إكس"، نقلًا عن مصدر حكومي، يعتبر الثاني من نوعه منذ آذار الماضي. ونقلت "فرانس برس"، عن مصدرين، أن اللقاء حضره المبعوث الأمريكي إلى سوريا توم براك، وقائد القيادة الأمريكية الوسطى براد كوبر.
وضم وفد "الإدارة الذاتية"، وفق وكالة "هاوار" المقربة من "الإدارة"، مظلوم عبدي والقياديتين في "قسد"، إلهام أحمد وروهلات عفرين. وأعلنت "الإدارة الذاتية" عن نتائج أولية للاجتماعات التي عقدها وفد "قسد"، في 7 من تشرين الأول، مع ممثلين عن الحكومة في دمشق، والتي تناولت ملفات دستورية وأمنية وإنسانية تهدف إلى تعزيز الاستقرار وبناء السلام في سوريا.
وجاء عبر حساب "اتصالات شمال وشرق سوريا" على "إكس"، أن الطرفين ناقشا تعديل دستور البلاد، معتبرًا أن "هذه النقطة بالغة الأهمية، إذ يجب أن يمثل دستور أي دولة جميع سكانها ويحمي كل فرد". كما تمت مناقشة مبدأ دمج "قسد" وقوات الأمن الداخلي ضمن إطار وطني موحّد، وهو ما وصفه الوفد بأنه خطوة نحو تشكيل "جيش منظم وفعّال يخدم حماية جميع السوريين". كما دعا الوفد إلى وقف إطلاق نار شامل وفوري في شمال شرقي سوريا وحلب، مؤكدًا ضرورة أن "يعيش جميع السوريين في بلد آمن".
وأوضح حساب "اتصالات شمال وشرق سوريا" أن المباحثات تطرّقت كذلك إلى قضية عودة النازحين وسبل مكافحة الإرهاب، مشيرًا إلى أن هذه الملفات تُعد "قضايا رئيسة لضمان الاستقرار والسلام الدائم في سوريا". ولم يتم توقيع أي ورقة رسمية بعد بين الطرفين بحسب حساب "الوفد" على "إكس".
مفاوضات مستمرة مع دمشق
تواصل وفود "الإدارة الذاتية" و"قسد" عمليات التفاوض مع مسؤولي الحكومة السورية في دمشق، وكان آخرها في 13 من تشرين الأول، حين وصل وفد عسكري من "قسد" إلى دمشق لبحث "الاندماج" ضمن الجيش السوري. واجتمع وفد "قسد" المؤلف من عضوي القيادة العامة سوزدار حاجي، وسيبان حمو، والمتحدث باسم "قسد" أبجر داؤود، والقيادي شاكر عرب، مع وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة. كمان اجتمعت "اللجنة الأمنية لشمال وشرق سوريا" المؤلفة من اللواء ديلر تمو، واللواء علي الحسن، واللواء آحو لحدو، ونائبة "الرئاسة المشتركة لهيئة الداخلية" آرين مصطفى، مع وزير الداخلية السوري أنس خطاب.