افتتح الكنيست الإسرائيلي دورته الشتوية يوم الاثنين بجلسة عاصفة، تميزت باحتجاجات من نواب المعارضة وإخراج عدد منهم بالقوة من قبل الأمن، بالإضافة إلى ملاسنات بين البرلمانيين ومقاطعة متكررة لكلمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
بدأ رئيس الكنيست أمير أوحانا الدورة الشتوية بهجوم على النظام القضائي، مما أثار احتجاجات واسعة من المعارضة، وفقًا لصحيفة “معاريف” العبرية.
أكد أوحانا في كلمته أن “دوس الكنيست من قبل الجهاز القضائي يُعدّ ضربة قاسية للديمقراطية الإسرائيلية، فالسيادة تعود للجمهور الذي ذهب إلى صناديق الاقتراع”.
تشهد العلاقات بين المحكمة العليا والحكومة الإسرائيلية توترًا بسبب محاولة الحكومة الحد من صلاحيات القضاء الإسرائيلي، حيث يلغي الجهاز القضائي في بعض الأحيان قرارات وقوانين يسنها الكنيست.
أضاف أوحانا: “من واجبي العلني كرئيس للكنيست أن أحذر الجمهور من أن بطاقة الاقتراع قد تآكلت بسبب سلوك النظام القضائي. تحتاج إسرائيل لنظام قانوني يمكن للجمهور كله أن يثق به”.
واعتبرت هذه التصريحات مؤشرًا على عودة الحكومة إلى مشاريع الإصلاح القضائي التي أثارت احتجاجات واسعة في إسرائيل في الأشهر الأولى من عام 2023.
خلال الجلسة، رفض أمير أوحانا مناداة رئيس المحكمة العليا إسحاق عميت بصفته، واكتفى بمناداته باسمه، مما أثار عاصفة في الجلسة العامة.
يرفض وزير العدل الإسرائيلي ياريف ليفين الاعتراف بعميت رئيسًا للمحكمة العليا، وهو الموقف الذي يتبناه رئيس الكنيست وعدد كبير من وزراء الحكومة.
حضر عميت الجلسة الافتتاحية، حيث توجه له الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ وزعيم المعارضة يائير لابيد بالترحيب بصفته “رئيس المحكمة العليا”.
أدت كلمة أوحانا واستهدافه للسلطة القضائية إلى اعتراضات ومقاطعات متكررة من نواب المعارضة، مما دفعه إلى طرد عدد منهم وإخراجهم بالقوة.
كما أخرج حراس الكنيست بالقوة عضو الكنيست جلعاد كاريف من الجلسة.
وصف يائير لابيد حكومة نتنياهو بـ “المريضة” ودعا إلى استبدالها، مجددًا الدعوة لتشكيل لجنة تحقيق رسمية في أحداث 7 أكتوبر/ تشرين أول 2023.
قدم قادة فصائل المعارضة الإسرائيلية إلى الكنيست وثيقة تحمل 40 توقيعًا بشأن تشكيل لجنة تحقيق رسمية للنظر في إخفاقات 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
أبدى الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ انزعاجه مما حدث بخصوص رئيس المحكمة العليا والسلطة القضائية، مؤكدًا على ضرورة احترام السلطات الأخرى والكرامة الإنسانية.
شهدت كلمة نتنياهو جدلًا وخلافات ومقاطعات، حيث دافع عن نفسه وتبرير تأخره في إبرام اتفاق بشأن وقف الحرب بغزة.
زعم نتنياهو أنه لم يكن ممكنًا التوصل لاتفاق قبل ستة أشهر أو عام، وأن حماس لم تكن مستعدة لهذا المخطط.
تحدث نتنياهو أيضًا عن الحرب على غزة وعلى لبنان وإيران، معربًا عن اعتقاده بأنه سيتم تحقيق المزيد من اتفاقيات السلام مع دول المنطقة.
الدورة الشتوية الحالية من الكنيست قد تكون الأخيرة، حيث تحدثت هيئة البث العبرية عن تخطيط نتنياهو لتقديم موعد الانتخابات العامة إلى يونيو/ حزيران 2026.