في خضم المجازر المروعة التي ارتكبها النظام السوري في حماة وتدمر وجسر الشغور وحلب خلال عقد الثمانينات، استُهدفت العائلات السورية بصورة ممنهجة. الآباء والأمهات اعتُقلوا وقُتلوا تحت وطأة التعذيب أو بالإعدام الميداني، مخلفين وراءهم أطفالًا بلا معيل ولا هوية.
هؤلاء الأطفال، الذين كان من المفترض أن ينعموا بالدفء العائلي، اختُطفوا أو نُقلوا قسرًا إلى دور أيتام تابعة للنظام، حيث جرى تغيير أسمائهم وهوياتهم في محاولة يائسة لطمس معالم الجريمة ومحو الذاكرة. هذا المشهد المأساوي تكرر لاحقًا مع جيل جديد من الأطفال منذ عام 2011.
وفقًا للقانون الدولي لحقوق الإنسان، فإن الحقوق الأساسية لهؤلاء الأيتام قد انتهكت بشكل صارخ، وتشمل:
- الحق في الهوية: لكل طفل الحق الأصيل في معرفة اسمه الحقيقي ونسبه وأصله العائلي، ولا يجوز طمس هذه الهوية تحت أي ظرف.
- الحق في الأسرة: لا يجوز فصل الطفل عن أسرته إلا في أضيق الحدود، ويجب بذل كل الجهود الممكنة للمّ شمل العائلات.
- الحق في الحماية من الاتجار والاستغلال: يُحظر استغلال الأطفال بأي شكل من الأشكال، بما في ذلك التبني القسري أو تغيير الهوية أو استخدامهم في شبكات الاتجار.
- الحق في التوثيق والذاكرة: يجب إدراج قصص هؤلاء الأطفال ضمن أرشيف الجرائم والانتهاكات، حفاظًا على الذاكرة الوطنية وضمانًا لعدم تكرارها.
مشروع "زمان الوصل"، الذي يعتبر حماة أندلس الشرق وتدمر سجن الأمة السورية، ينطلق من التزام أخلاقي وإنساني تجاه هؤلاء الأطفال الذين أصبحوا رمزًا لجريمة مستمرة.
من حق الأطفال الضحايا علينا:
- أن نبحث عنهم ونكشف مصيرهم.
- أن نعيد إليهم أسماءهم الحقيقية ونربطهم بأسرهم وأسلافهم.
- أن نُمكّنهم من المطالبة بحقوقهم القانونية والإنسانية.
- أن ندرج قضيتهم ضمن ملفات الجرائم ضد الإنسانية أمام المحاكم الدولية.
- أن نفضح التسلسل الوظيفي للمسؤولين عن الجريمة من منفذين ومخططين.
- أن نعيد الاعتبار للأسر المفجوعة عبر سرد قصصهم وتوثيقها في أرشيف العدالة.
- أن نطالب بحقوق الأيتام في استعادة هويتهم والانضمام إلى مجتمعهم الطبيعي.
- أن نضغط دوليًا لتفعيل آليات المحاسبة وكشف شبكات الاتجار بالأطفال التي عملت تحت غطاء مؤسسات "رعاية" موالية للنظام البائد.
"زمان الوصل" لا توثق الجريمة فحسب، بل تُطلق نداء أمة وصرخة أب يبحث عن أبنائه في ظلمات السجون ودور الأيتام. إنها شهادة على أن الشمس ستشرق، وأن الذاكرة ستنتصر على النسيان، وأن الأيتام سيعودون إلى أسمائهم، إلى أسرهم، وإلى حقهم في الحياة الكريمة.
من يملك أي معلومة عن هؤلاء الضحايا، الرجاء التواصل عبر البريد التالي: زمان الوصل