أفاد مصدر مقرب من الحكومة السعودية بأن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سيلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب في واشنطن خلال زيارة مقررة الشهر المقبل.
وذكر المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن زيارة بن سلمان ستستغرق ثلاثة أيام وتبدأ في 17 تشرين الثاني/نوفمبر، حيث سيجري محادثات مع ترامب في اليوم التالي لوصوله.
من المتوقع أن يتناول الزعيمان خلال لقائهما عدداً من الملفات السياسية والاقتصادية والأمنية، وفقاً للمصدر.
يأتي الإعلان عن هذه الزيارة بعد أيام من دخول وقف إطلاق النار الهش في قطاع غزة حيز التنفيذ، وهو الوقف الذي توسط فيه ترامب وأشادت به السعودية.
تعد هذه الزيارة الأولى لولي العهد السعودي إلى الولايات المتحدة منذ العام 2018.
يذكر أن المملكة واجهت إدانة دولية في ذلك الوقت عقب مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، الذي كان ينتقد الحكومة ويقيم في الولايات المتحدة، في قنصلية بلاده بإسطنبول في أواخر عام 2018.
وفي عام 2021، رفع الرئيس الأميركي جو بايدن السرية عن تقرير استخباراتي رجح أن يكون بن سلمان قد أعطى الضوء الأخضر لقتل خاشقجي، وهو ما تنفيه الرياض.
وأشارت تقارير إعلامية إلى سعي السعودية لإبرام اتفاقية أمنية مع واشنطن، وذلك بعد تعهد الولايات المتحدة بتقديم ضمانات أمنية لقطر في مطلع تشرين الأول/أكتوبر، عقب تعرضها لضربة إسرائيلية استهدفت قادة حماس في أيلول/سبتمبر.
وكان ترامب قد قام بجولة في دول الخليج في أيار/مايو، حيث أظهرت السعودية حفاوة بالغة في الاستقبال. وحصل على وعود ضخمة باستثمارات وعمليات شراء سعودية، لا سيما في مجالي الدفاع والذكاء الاصطناعي، وفقاً للبيت الأبيض.
ووقع الرئيس الأميركي مع ولي العهد السعودي اتفاقات قدرت الحكومة الأميركية قيمتها بنحو 600 مليار دولار، في إطار “شراكة اقتصادية استراتيجية” بين البلدين.
كما عبر ترامب خلال زيارته للرياض عن “أمله الكبير” في أن تقيم السعودية علاقات مع إسرائيل في إطار الاتفاقيات الإبراهيمية التي وقعتها الإمارات والبحرين والمغرب في العام 2020 خلال ولايته الأولى.
وقبل الحرب التي اندلعت إثر هجوم غير مسبوق لحماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، كانت السعودية تجري مفاوضات مع إسرائيل بوساطة أميركية بشأن تطبيع علاقاتها مع الدولة العبرية مقابل ضمانات أمنية.
إلا أن المفاوضات توقفت مع بدء حرب غزة. وتربط الرياض الخطوة بإقامة دولة فلسطينية، ما يجعل احتمال التوصل إلى اتفاق بين البلدين أمراً مستبعداً في السياق الحالي.
وقادت السعودية تحركات داعمة لقيام دولة فلسطينية، بما فيها ترؤس مؤتمر مع فرنسا في الأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر، تخلله اعتراف عدد من البلدان الغربية بدولة فلسطين.
لكن المفاوضات توقفت مع بدء حرب غزة، وتربط الرياض الأمر بإقامة دولة فلسطينية، ما يجعل احتمال التوصل إلى اتفاق بين البلدين أمرا مستبعدا في السياق الحالي.