الأربعاء, 22 أكتوبر 2025 12:33 PM

زيارة فانس إلى إسرائيل: واشنطن تسعى لإنقاذ الهدنة في غزة وسط ثلاثة سيناريوهات محتملة

زيارة فانس إلى إسرائيل: واشنطن تسعى لإنقاذ الهدنة في غزة وسط ثلاثة سيناريوهات محتملة

يمثّل وصول نائب الرئيس الأميركي، جاي دي فانس، إلى إسرائيل، جزءاً من جهود أميركية مكثفة تهدف إلى الحفاظ على الهدنة في غزة، وذلك قبل أن يتدهور الوضع إلى حرب شاملة. ومع ذلك، فإن هذه الجهود الأميركية لا تضمن منع التصعيد، خاصةً إذا لم يبدِ الطرفان، إسرائيل و«حماس»، استعداداً لتقديم تنازلات حقيقية، وهو أمر مستبعد في ظل الظروف الحالية.

على الرغم من ذلك، تشير التوقعات إلى أن الهدنة لن تنهار بشكل فوري، بل ستشهد تصعيداً تدريجياً من خلال اشتباكات متقطعة، مما يبقي الاتفاق على حافة الانهيار. استمرار الهدنة يعتمد بشكل كبير على الضغط المباشر من إدارة الرئيس دونالد ترامب، التي ترى في التهدئة مصلحة استراتيجية لتحقيق أهدافها بعد الحرب في غزة.

زيارة فانس لا تقتصر على منع انهيار الهدنة، بل تهدف أيضاً إلى تهيئة الأجواء للمفاوضات بعد تسليم جثث القتلى الإسرائيليين في غزة. وتسعى أميركا لاستغلال هذه الفرصة للدفع بالعملية التفاوضية والانتقال إلى ترتيبات ما بعد الحرب، بهدف تحقيق رؤية شاملة لغزة تقوم على ثلاثة محاور: نزع سلاح «حماس»، نشر قوة أمنية دولية، وتشكيل كيان إداري فلسطيني جديد منفصل عن «حماس» والسلطة الفلسطينية الحالية.

تواجه هذه المهمة الأميركية تحديات كبيرة، خاصةً وأن «حماس» لن تتخلى عن سلاحها، وإسرائيل ترفض أي دور سياسي للحركة. الوضع في غزة كارثي، والبنية التحتية مدمرة، وسلطة «حماس» متزعزعة، مما يجعل تنفيذ أي اتفاق أمراً صعباً.

يمكن تصور ثلاثة سيناريوهات محتملة:

السيناريو الأول: استمرار الوضع الراهن، مع ضغوط أميركية لمنع انهيار الهدنة، وتسليم «حماس» لجثث متفرقة، وفتح إسرائيل لمعبر رفح بشكل جزئي. في هذا السيناريو، لا يتحقق أي تفاوض حقيقي ولا تتقدم أي رؤية لما بعد الحرب.

السيناريو الثاني: العودة إلى الحرب، وهو قرار يعتمد على موقف واشنطن أكثر من رغبة إسرائيل. طالما أن الإدارة الأميركية متمسكة بالهدنة، فستعمل على احتواء أي خرق. ولكن في حال تغير الموقف الأميركي، قد تسمح لإسرائيل بالتصعيد.

السيناريو الثالث: تفاهم محدود برعاية أميركية، حيث تبدأ خطوات محسوبة تتعلق بـ«اليوم الذي يلي» تبادل الأسرى، دون المساس بالملفات الخلافية الجوهرية. قد تعلن «حماس» التزاماً بوقف إطلاق النار، فيما تفتح إسرائيل معبر رفح جزئياً. وتستمر المفاوضات غير المباشرة حول نزع السلاح والإدارة المستقبلية في غزة.

هذا السيناريو يهدف إلى كسب الوقت تحت غطاء أميركي، ويبقى رهن الموقف الأميركي.

في الخلاصة، فإن الحرب الإسرائيلية على غزة لم تنتهِ، بل عُلّقت بقرار أميركي، والوضع الحالي يعيش على «تنفّس اصطناعي» تضخّه الديبلوماسية الأميركية.

يحيى دبوق - أخبار سوريا الوطن

مشاركة المقال: