الخميس, 23 أكتوبر 2025 05:12 PM

أوبن إيه آي تتحدى جوجل بإطلاق متصفح ذكي جديد "أطلس"

أوبن إيه آي تتحدى جوجل بإطلاق متصفح ذكي جديد "أطلس"

في خطوة جريئة تزيد من حدة المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي، كشفت شركة "أوبن إيه آي"، الشركة المطورة لروبوت الدردشة الشهير "شات جي بي تي"، عن إطلاق متصفحها الجديد "أطلس". تهدف الشركة من خلال هذا المتصفح إلى منافسة "كروم" التابع لـ "غوغل"، وذلك عبر تقديم تجربة تصفح مدعومة بالكامل بالذكاء الاصطناعي.

وصف الرئيس التنفيذي للشركة، سام ألتمان، "أطلس" بأنه ليس مجرد متصفح تقليدي، بل هو متصفح إلكتروني ذكي يعتمد على الذكاء الاصطناعي، وقد تم تطويره بالاعتماد على "شات جي بي تي" نفسه.

يجمع المتصفح الجديد بين وظائف التصفح المعتادة ومزايا المساعد الذكي في واجهة مستخدم واحدة، مما يتيح للمستخدمين التفاعل مباشرة مع الذكاء الاصطناعي أثناء تصفحهم للإنترنت.

سيكون "أطلس" متاحًا في البداية حصريًا لأجهزة macOS من شركة "آبل"، مع وجود خطط للتوسع ليشمل أنظمة تشغيل أخرى في المستقبل. يتميز المتصفح بشريط جانبي مدمج بـ "شات جي بي تي"، يمكنه تحليل صفحات الإنترنت المفتوحة وتقديم تفسيرات ومساعدة فورية دون الحاجة إلى النسخ واللصق بين علامات التبويب.

يتميز "أطلس" بقدرته على تنفيذ مهام تفاعلية مباشرة من خلال التحكم في مؤشر الفأرة وتنفيذ إجراءات محددة، مثل حجز تذاكر السفر أو ملء الاستمارات أو تحرير المستندات عبر الإنترنت. يمثل هذا التطور نقلة نوعية في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث يتجاوز مرحلة المساعدة النصية إلى مرحلة التفاعل العملي المباشر داخل المتصفح.

على الرغم من أن بعض هذه الميزات قد ظهرت في متصفحات أخرى مثل "مايكروسوفت إيدج" أو "كوميت" من شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة "بربليكسيتي"، إلا أن "أطلس" يقدمها ضمن نظام متكامل مبني حول النموذج اللغوي الأكثر استخدامًا في العالم، والذي تقول "أوبن إيه آي" إنه يجذب 800 مليون مستخدم أسبوعيًا.

قبل ساعات قليلة من الإعلان الرسمي، نشرت "أوبن إيه آي" مقطع فيديو تشويقيًا يعرض واجهة المتصفح الجديد، مما أدى إلى انخفاض فوري بنسبة تزيد عن 3% في أسهم "ألفابت"، الشركة الأم لـ "غوغل"، في بورصة نيويورك، مما يعكس المخاوف من تأثير المنافس الجديد على حصة "كروم" السوقية.

يأتي هذا التطور بعد أسابيع قليلة من انتصار قضائي حققته "غوغل"، حيث رفضت محكمة أمريكية مطالبة وزارة العدل بإجبارها على بيع "كروم" في إطار دعوى مكافحة الاحتكار، مما سمح للشركة بالاحتفاظ بسيطرتها على أحد أهم منتجاتها الاستراتيجية.

تسعى "أوبن إيه آي" من خلال "أطلس" إلى تعزيز موقعها التنافسي في مواجهة "غوغل"، التي بدورها تسرع من وتيرة تطوير منتجاتها القائمة على الذكاء الاصطناعي مثل "جيميناي" وSearch Generative Experience.

ينظر إلى إطلاق "أطلس" على أنه أول محاولة جادة من "أوبن إيه آي" لدخول عالم المتصفحات التجارية، وربما الخطوة الأولى نحو منظومة متكاملة تجمع بين البحث والتصفح والمساعدة الذكية في منصة واحدة.

يعتقد المحللون أن المنافسة بين "أوبن إيه آي" و"غوغل" لم تعد تقتصر على من يقدم "نموذجًا لغويًا أقوى"، بل على من يستطيع دمج الذكاء الاصطناعي في حياة المستخدم اليومية بطريقة أكثر سلاسة وفعالية.

من المتوقع أن يشكل "أطلس" بداية فصل جديد في تطور أدوات البحث على الإنترنت، حيث لن يقتصر دور المتصفح على عرض الصفحات، بل سيتحول إلى مساعد شخصي تفاعلي قادر على تحليل المعلومات وتنفيذ الأوامر وحتى اتخاذ قرارات بسيطة.

مع دخول "أوبن إيه آي" هذا السوق الذي تهيمن عليه "غوغل" منذ أكثر من عقد، يبدو أن المنافسة بين العملاقين ستنتقل من مستوى البحث إلى مستوى التجربة الذكية الشاملة، في سباق جديد لتحديد من سيقود الجيل القادم من الإنترنت.

مشاركة المقال: