توقيع اتفاقيات بين الهلالين الأحمر السوري والتركي لدعم الاستجابة الإنسانية في سوريا ومشاريع إغاثية قطرية

وقع "الهلال الأحمر السوري" و"الهلال الأحمر التركي" ثلاث اتفاقيات تعاون في أنقرة، بهدف تعزيز الشراكة الإنسانية بينهما. وتهدف هذه الاتفاقيات إلى دعم المتضررين والفئات الأكثر ضعفاً وتلبية احتياجاتهم الأساسية، وفقًا لما نشره الهلال الأحمر السوري على صفحته في "فيسبوك" يوم الخميس 23 تشرين الأول.

أوضحت رئيسة منظمة الهلال الأحمر التركي، فاطمة ميريتش يلماز، أن بروتوكول التعاون سيتضمن "توزيع الخبز في محافظة حلب، وافتتاح متاجر 'المحبة' الخيرية في حلب ودمشق، وإطلاق برنامج مساعدات نقدية في دمشق"، حسبما نقلت وكالة "الأناضول" التركية. وأكدت يلماز أن تقديم المساعدة للشعب السوري "أمر واجب"، وأن العمل مستمر مع الهلال الأحمر السوري لتعزيز قدراته في هذا المجال.

من جانبه، أشار رئيس منظمة الهلال الأحمر السوري، حازم بقلة، إلى الحاجة الماسة لتأهيل البنى التحتية في مناطق عودة السوريين، مؤكدًا حجم الدمار الكبير ووجود العديد من النازحين الذين يعيشون في الخيام والمخيمات. وأضاف: "نسعى إلى تأهيل البنى التحتية بشكل يليق بالإنسانية، جنبًا إلى جنب مع أشقائنا، ونأمل في إعادة إعمار سوريا".

وقد جاء توقيع هذه الاتفاقيات خلال زيارة وفد من الهلال الأحمر السوري إلى تركيا، حيث اطلع الوفد على تجارب الهلال الأحمر التركي في دعم استدامة البرامج والأنشطة الإنسانية، بالإضافة إلى الاجتماع مع الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العاملة في تركيا، والتي قدمت الدعم للعائلات الأكثر تضررًا الموجودة في تركيا، بحسب تصريح الهلال السوري.

مشروع قطري لغسل الكلى

أطلق الهلال الأحمر القطري مشروعًا لتوفير خدمات غسل الكلى الطارئة في سوريا، بهدف دعم وضمان استمرارية الرعاية الطبية المنقذة لحياة الآلاف من مرضى القصور الكلوي. يتم تمويل هذا المشروع من قبل إدارة شؤون الزكاة بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية، وقد بدأ في 22 تشرين الأول الحالي.

يشمل المشروع تزويد 80 مستشفى ومركزًا متخصصًا في مختلف المناطق السورية بأكثر من 70 ألف حزمة غسل كلى، لخدمة ثلاثة آلاف مريض بمعدل ثلاث جلسات أسبوعيًا لكل مريض على مدار شهرين. تتكون الحزمة الواحدة من محاليل غسل كلى، ومحاليل طبية، وأنابيب نقل دم، وفلتر غسل كلى، وإبر طبية، ومستلزمات تعقيم.

تتولى فرق الهلال الأحمر القطري عمليات التوريد والتوزيع وفق آلية تضمن الجودة بحسب المعايير المعتمدة من وزارة الصحة السورية، بالتنسيق مع الهلال الأحمر السوري لتسهيل إيصال حزم غسل الكلى إلى المستشفيات والمراكز المستهدفة. وتقدم منظمة الصحة العالمية الدعم الفني من خلال تحديد الاحتياجات الفعلية والمواصفات التقنية للمستلزمات الطبية.

أكد الهلال الأحمر القطري أن أثر المشروع يتجاوز توفير المستلزمات الطبية، ليشمل خفض معدلات الوفيات والمضاعفات الصحية، ودعم استقرار الخدمات الصحية الأساسية، وتقليل الضغط على الموارد المحدودة المتاحة.

صرح مدير المكتب التمثيلي للهلال الأحمر القطري في تركيا، مازن عبد الله، بأن هذا المشروع يمثل خطوة حاسمة لضمان استمرار جلسات غسل الكلى للمرضى في سوريا، مؤكدًا أن أي انقطاع في هذه الخدمة قد يعرض حياتهم للخطر المباشر.