ويكيبيديا تتصدى لاستغلال الذكاء الاصطناعي: إجراءات جديدة لحماية المحتوى

تواجه موسوعة "ويكيبيديا" تحديات متزايدة نتيجة استخدام برمجيات آلية لاستخلاص البيانات، تقوم بجمع النصوص والصور من الموقع بغرض تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدية. هذه العمليات تؤدي إلى إرهاق البنية التحتية للموقع، وتزيد من الضغط على الخوادم، مما يتسبب أحياناً بتباطؤ تحميل الصفحات بالنسبة الى المستخدمين.

في إطار الجهود المبذولة لتقليل هذا العبء، تفكر مؤسسة "ويكيميديا" – الجهة التي تُشرف على تشغيل "ويكيبيديا" – في إتاحة حزمة بيانات مخصصة لمطوّري تقنيات الذكاء الاصطناعي. الهدف من هذه الخطوة هو تقديم بديل منظم من تلك الروبوتات، يمنعها من التهام بيانات الموقع بشكل مباشر ومفرط.

تحتوي هذه الحزمة على محتوى مُبسّط ومنسق، يشمل ملخصات للمقالات، ووصفاً موجزاً، وبيانات منظمة مثل تلك الموجودة في مربعات المعلومات، بالإضافة إلى روابط الصور وأجزاء مقالية مُقسّمة بوضوح. وقد تعاونت المؤسسة مع منصة "كاغل" المتخصصة في علوم البيانات لإطلاق نسخة تجريبية من هذه البيانات باللغتين الإنكليزية والفرنسية. ووفقاً لشركة "غوغل" المالكة لـ"كاغل"، فإن هذه البيانات معدّة بطريقة تجعلها مناسبة لتطبيقات التعلم الآلي.

الجدير بالذكر أن الحزمة التي توفرها "ويكيبيديا" لا تتضمن مراجع أو عناصر غير نصية كالفيديوهات. وغياب هذه المراجع قد يثير تساؤلات حيال مصدر المعلومات ومدى موثوقيتها. وتؤكد "ويكيميديا إنتربرايز" – ذراع المؤسسة المسؤولة عن تقديم بيانات "ويكيبيديا" عبر واجهات برمجة التطبيقات – أن جميع المحتويات المدرجة في هذه الحزمة مشمولة بتراخيص المشاع الإبداعي أو ضمن النطاق العام، كونها مأخوذة بالكامل من "ويكيبيديا".

لكن مسألة ملكية المحتوى والإشارة إلى مصادره لا تزال نقطة خلاف رئيسية في سياق استخدام الذكاء الاصطناعي، بحيث تقوم روبوتات المحادثة الحالية بتقديم معلومات من دون ذكر مصادرها، مما يضعف قدرة المستخدم على التحقق من صحتها، ويحرم أصحاب المحتوى حقوقهم، سواء من حيث الإشارة إلى اسمهم أو جني أي أرباح. هذا الخلل أدى إلى نزاعات قانونية بين شركات الذكاء الاصطناعي وناشرين حول العالم، بما فيهم شركة "أوبن إيه آي" المطورة لـ"تشات جي بي تي"، بينما فضّل بعض الناشرين إبرام اتفاقات تعاون مع هذه الشركات لتوفير محتواهم بشكل رسمي.

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار