تُمثل مشاركة الرئيس أحمد الشرع والوفد المرافق له في النسخة التاسعة من مبادرة مستقبل الاستثمار "FII"، التي تستضيفها الرياض، فرصة مهمة لسوريا لإظهار جاذبيتها الاستثمارية. وتسعى سوريا، من خلال هذه المشاركة، إلى إقناع العالم بأنها وجهة واعدة للاستثمار، خاصة في ظل الإصلاحات المستمرة والبيئة الاستثمارية التي تعمل الحكومة على تطويرها.
تدرك القيادة السورية تمامًا أن إعادة إعمار البلاد، التي تضررت بشكل كبير نتيجة حرب النظام المخلوع، تتطلب موارد مالية ضخمة. وقدّر الرئيس الشرع هذه المبالغ بما يتراوح بين 600 و 900 مليار دولار أمريكي. لذلك، تبذل القيادة جهودًا كبيرة لجذب الاستثمارات العربية والإقليمية والدولية إلى سوريا. وتأتي مشاركة الرئيس على رأس وفد رفيع المستوى، يضم وزراء ومسؤولين وخبراء، في هذا السياق.
تكتسب المشاركة في مبادرة مستقبل الاستثمار "FII" أهمية خاصة لسوريا، حيث يشارك في هذا المحفل قادة من أكثر من 20 دولة، ومن المتوقع أن يحضره حوالي ثمانية آلاف مشارك، بينهم 40 وزيرًا و 600 متحدث يمثلون حكومات وشركات كبرى وصناديق استثمارية عالمية. وستكون هذه فرصة للمسؤولين السوريين لإقناع الشركات والمؤسسات الاقتصادية العالمية بضخ رؤوس الأموال وتنفيذ مشروعات نوعية في سوريا، مما يساهم في إعادة الإعمار وتحريك عجلة التنمية.
كما يعكس برنامج اللقاءات المكثف للرئيس الشرع والوفد المرافق الاهتمام المتزايد من الشركات الدولية بالفرص الواعدة في سوريا، وثقتها بالإصلاحات الجارية والبيئة الاستثمارية التي تعمل الحكومة على تطويرها.
ختامًا، فإن المشاركة السورية في مبادرة مستقبل الاستثمار "FII" في الرياض ستؤسس لشراكات جديدة ومشروعات حقيقية مع دول العالم، في طريق بناء سوريا الجديدة، إضافة إلى الشراكات والاتفاقات ومذكرات التفاهم في مجال الاستثمار بقيمة نحو 28 مليار دولار أمريكي التي أبرمتها الحكومة منذ سقوط النظام البائد.
الوطن