أسدل الستار في محافظة حلب على فعاليات الشهر الوردي العالمي للتوعية بسرطان الثدي، والتي تمحورت حول تعزيز ثقافة الكشف المبكر وتوسيع نطاق الخدمات الصحية المقدمة للمرأة.
ففي ساحة سعد الله الجابري، قلب مدينة حلب، شهدت الفعاليات في 23 تشرين الأول تنظيم حملة توعية تحت شعار "وعيك حياة"، وأكدت مديرية الصحة أن هذه الحملة لا تقتصر على الأنشطة الميدانية فقط.
ووفقًا للمديرية، فإن الحملة ستشمل شبكة المراكز الصحية التي تقدم خدمات الفحص السريري والاستقصاء الشعاعي بشكل مستمر.
49 مركزًا لخدمات الفحص
أوضحت مروة مزنوق، المسؤولة عن برنامج الصحة الإنجابية في حلب، في حديث لـ عنب بلدي، أن جميع المراكز التي تقدم خدمات الصحة الإنجابية، والبالغ عددها حوالي 49 مركزًا، توفر أيضًا خدمة الفحص السريري للثدي.
وأضافت أن هذه الخدمة تقدم من خلال كوادر مدربة تشمل أطباء نسائية وقابلات متخصصات، وذلك بهدف جعل الكشف المبكر إجراءً روتينيًا وليس مجرد مناسبة موسمية.
وأشارت مزنوق إلى وجود مراكز متخصصة تقدم خدمات الإيكو والاستقصاءات الشعاعية، مثل مركز العناية بصحة الثدي، ومستشفى التوليد، والمستشفى الإماراتي، ومركز صلاح الدين. وتعتبر هذه المراكز نقاط إحالة ضمن منظومة الرعاية الصحية للنساء اللواتي يحتجن إلى متابعة دقيقة.
كما أوضحت أن النظام الصحي في المحافظة يعتمد آلية إحالة واضحة للحالات المشتبه بإصابتها، حيث يتم تحويل السيدات إلى مستشفى الرازي أو مشفى الجامعة لإجراء الخزعات والفحوص اللازمة. وتقدم هذه الخدمات مجانًا في المستشفيات الحكومية، بما في ذلك الإجراءات الجراحية البسيطة مثل الاستئصال أو بذل الكيسات (تفريغ الكيس السائل).
وأكدت أن الفرق الطبية تحتفظ ببيانات السيدات اللواتي تبين وجود اشتباه في نتائج الفحص، في انتظار صدور نتائج الخزعات لتحديد الحاجة إلى متابعة إضافية، وأن الدعم والمتابعة لا يقتصران على التوعية بل يشملان المسار العلاجي أيضًا.
وسيتم الإعلان عن الأرقام النهائية المتعلقة بعدد المستفيدات من الحملة الحالية في ختام الشهر الوردي، بعد استكمال عمليات الرصد ورفع التقارير إلى وزارة الصحة.
التوعية.. خطوة أولى للمواجهة
وكانت مديرية صحة حلب قد أعلنت في بيان لها في 25 تشرين الأول، اختتام فعالياتها التوعوية في ساحة سعد الله الجابري بمناسبة الشهر الوردي للكشف المبكر عن سرطان الثدي.
وأشار مدير صحة حلب، محمد وجيه جمعة، إلى أن التوعية تمثل الخطوة الأولى في مواجهة سرطان الثدي، موضحًا أن المعرفة المبكرة بأعراض المرض وطرق الفحص تصنع فرقًا كبيرًا بين مواجهة المرض بسهولة أو صعوبة، وبين الخوف والأمل.
ولفت جمعة إلى أن مديرية الصحة تسعى لتوسيع نطاق الحملات لتشمل جميع أحياء المدينة والمناطق الريفية.
من جهتها، أوضحت الطبيبة بتول عثمان لـ عنب بلدي أن أهمية التوعية بالكشف المبكر تنبع من ارتفاع نسبة الشفاء في المراحل الأولى للورم، وأن الكشف المبكر يعني إنقاذ حياة المرأة وحماية أسرتها.
كما أشارت عثمان إلى أن الحملات لا تقتصر على النساء فقط، بل تشمل المجتمع الطبي وغير الطبي، وأن اختيار أماكن الأنشطة العامة واستخدام لغة بسيطة ومباشرة يعزز وصول الرسالة لجميع الفئات.
وأكدت أن الدعم النفسي جزء أساسي من العلاج ويجب أن يشمل المريضة وأفراد أسرتها، وأن الاهتمام المبكر بالفحص الدوري يمثل أساس الوقاية والعلاج الفعال.
حلب.. حملة للتوعية بالكشف المبكر عن سرطان الثدي