أكد المحلل السياسي مصطفى النعيمي أن إعادة فتح السفارات في دمشق من قبل دول مثل تركيا ولبنان وإيطاليا وأرمينيا، يمثل تحولاً ملحوظاً في النظرة الإقليمية والدولية تجاه سوريا.
وفي تصريح لـ"الوطن"، أوضح النعيمي أن هذا التطور يعكس اعترافاً متزايداً بأهمية الدور الذي تستعيده الدولة السورية كلاعب أساسي في المنطقة، وأن فترة العزلة السياسية التي فرضتها الحرب قد انتهت.
وأشار إلى أن هذا النشاط الدبلوماسي يتزامن مع مشاركة الرئيس أحمد الشرع في ملتقى الاستثمار في السعودية، مما يضفي أبعاداً سياسية واقتصادية شاملة على هذه التطورات، ويعزز رؤية دمشق الجديدة القائمة على الانفتاح المتوازن والتعاون الإقليمي والدولي المبني على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
كما أوضح النعيمي أن إعادة تعيين سفراء من تركيا ولبنان، بالإضافة إلى دبلوماسيين ذوي ثقل في بلدانهم، يمثل خطوة ضرورية لتحقيق التوازن في العلاقات العربية والإقليمية، خاصة في ظل وجود ملفات مشتركة مثل أمن الحدود، عودة اللاجئين، والتبادل التجاري. وأضاف أن انفتاح دول أوروبية مثل إيطاليا وأرمينيا يشير إلى تحول في النهج الغربي تجاه سوريا، من العزلة والضغط إلى الواقعية السياسية والانخراط في مسارات التعاون الاقتصادي والاستثماري.
وشدد النعيمي على أن هذه التطورات تعكس نجاح الدبلوماسية السورية الهادئة التي اعتمدت الحوار والتواصل كمنهج لاستعادة مكانة سوريا في المحافل الدولية، مؤكداً أن دمشق لا تنتظر المبادرات بل تصوغها وفقاً لرؤيتها الوطنية.
وختم النعيمي بأن عودة السفراء إلى دمشق تمثل عودة للسياسة إلى مسارها الطبيعي، حيث تلتقي المصالح بالثوابت، وتثبت سوريا مرة أخرى أنها مركز التوازن الإقليمي ودعامة الاستقرار في الشرق الأوسط.