فتحت المراكز الانتخابية المعتمدة في مختلف المحافظات السورية أبوابها صباح اليوم، لاستقبال الناخبين وبدء عملية الاقتراع لانتخاب أعضاء مجلس الشعب، في أول انتخابات من نوعها بعد سقوط النظام السابق. بدأت العملية الانتخابية في تمام الساعة التاسعة صباحاً، حيث جرى التأكد من سلامة صناديق الاقتراع بالشمع الأحمر قبل السماح للناخبين بالإدلاء بأصواتهم، بحضور ممثلين عن بعثات دبلوماسية في بعض المراكز.
تجري الانتخابات في 50 دائرة انتخابية موزعة على المحافظات السورية، بمشاركة 1578 مرشحاً، تشكل النساء حوالي 14% منهم. يتنافس المرشحون على 140 مقعداً من أصل 210 مقاعد، بينما سيتم تعيين الأعضاء السبعين المتبقين من قبل الرئيس أحمد الشرع. ووفقاً للجنة العليا للانتخابات، يبلغ عدد الناخبين المسجلين في سوريا حوالي 14 ألف شخص.
أوضح رئيس اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب، محمد طه الأحمد، أن لجان الطعون مستمرة في عملها، مشيراً إلى إمكانية تقديم أي شكوى أو اعتراض على العملية الانتخابية، سواء في الدعاية أو الاقتراع أو الفرز، إلى اللجان المختصة اعتباراً من صباح الغد. وأضاف أن موعد انتهاء الاقتراع يعتمد على نسبة الإقبال في كل مركز، حيث تمتد الفترة المحددة من التاسعة صباحاً حتى الثانية عشرة ظهراً. وفي حال عدم تحقق نسبة 80% من المقترعين، يحق للجنة الفرعية تمديد العملية ساعة بعد ساعة حتى تحقيق النسبة المطلوبة، على ألا تتجاوز الساعة الرابعة مساءً.
بعد انتهاء عملية الاقتراع، سيتم فتح الصندوق علنًا أمام وسائل الإعلام لبدء عملية فرز الأصوات، وسيتم إعلان النتائج الأولية مباشرة عبر وسائل الإعلام. وأشار المتحدث باسم اللجنة العليا إلى أنه بعد إعلان النتائج الأولية، ستحال العملية إلى لجان الطعون للنظر في أي اعتراضات مقدمة من الناخبين، قبل إعلان النتائج النهائية خلال مؤتمر صحفي رسمي تعقده اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب يوم الإثنين أو الثلاثاء القادمين.
تجري هذه الانتخابات وفق آلية جديدة مؤقتة، حددها المرسوم الرئاسي رقم (66) لعام 2025 الصادر عن الرئيس أحمد الشرع، والذي نص على تشكيل اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب من 10 أعضاء إضافة إلى رئيسها محمد طه الأحمد، للإشراف على العملية الانتخابية. كما نص المرسوم الرئاسي على توزيع أعضاء المجلس وفق الكثافة السكانية في المحافظات، وبحسب فئتي الأعيان والمثقفين، مع تعيين ثلث الأعضاء من قبل رئيس الجمهورية وانتخاب الثلثين وفق لجان انتخابية توزعت مقاعدهم على المحافظات.
وفي مرسوم آخر حمل رقم (143) لعام 2025، تم تحديد عدد أعضاء مجلس الشعب بـ 210 أعضاء، على أن تشكل الدوائر الانتخابية على مستوى المناطق الإدارية، بحيث تتألف الدائرة من منطقة أو أكثر، ولكل منها هيئتها الناخبة التي تتولى انتخاب ثلثي أعضاء المجلس، بينما يقتصر حق الترشح على أعضاء الهيئات الناخبة.
تُعتبر مرحلة تقديم الطعون على الأسماء الأولية للناخبين إحدى أهم المراحل التي مرت بها العملية الانتخابية، حيث أكد نوار نجمة في تصريح سابق لـ"سانا" أن آلية الطعون والمراقبة الشعبية هي السلاح الأخير لمنع تسلل داعمي النظام السابق إلى الهيئات الناخبة. وأشار إلى أن اللجنة قامت برصد كامل لكل مواقع التواصل الاجتماعي، وما يُنشر عليها من وثائق وأدلة تشير إلى وجود أعضاء من داعمي النظام السابق ليتم إسقاط عضويتهم مباشرة في حال قبول الطعون.
يُذكر أن مدة ولاية مجلس الشعب السوري الجديد ستكون سنتين ونصف قابلة للتمديد، وتُعد هذه الانتخابات الأولى من نوعها منذ سقوط النظام السابق في 8-12-2024.