الإثنين, 27 أكتوبر 2025 05:48 PM

سوريا تتطلع إلى العالمية عبر بوابة السعودية في منتدى "مستقبل الاستثمار"

سوريا تتطلع إلى العالمية عبر بوابة السعودية في منتدى "مستقبل الاستثمار"

تشهد العاصمة السعودية الرياض فعاليات منتدى "مستقبل الاستثمار" (FII 2025) تحت شعار "مفتاح الازدهار"، بمشاركة وفد سوري رفيع المستوى من المسؤولين الاقتصاديين، مع ترقب وصول الرئيس السوري أحمد الشرع في زيارة عمل يوم غد الثلاثاء. تهدف دمشق من خلال هذه المشاركة إلى تعزيز تواجدها الاقتصادي على الساحة الدولية، واستكشاف فرص جديدة لجذب الاستثمارات لدعم جهود إعادة الإعمار، في ظل الديناميكية المتزايدة التي يشهدها الاقتصاد السوري نحو التعاون مع المؤسسات المالية العربية والدولية.

الرياض: وجهة استثمارية استراتيجية

أكد الخبير الاقتصادي السوري أدهم قضيماتي في تصريح لـ"حلب اليوم" على الأهمية الكبيرة لمشاركة الوفد السوري في المنتدى، معتبراً إياها "خطوة مؤثرة في إعادة بناء الثقة بين سوريا ودول الخليج، وعلى رأسها السعودية". وأشار إلى الدور المحوري الذي يمكن أن تلعبه المملكة في تحريك عجلة الاقتصاد السوري من خلال صناديقها الاستثمارية السيادية الضخمة.

كما أوضح قضيماتي أن "الشركات السعودية تمتلك خبرة واسعة في مشاريع إعادة الإعمار وتطوير البنية التحتية، وهو ما يمكن أن تستفيد منه سوريا بشكل كبير في إعادة تأهيل بنيتها التحتية ودفع عجلة التنمية الاقتصادية". وأضاف أن "السعودية تمثل بوابة اقتصادية لسوريا نحو دول الخليج والعالم المتقدم، وأن التعاون الاقتصادي بين الرياض ودمشق يمكن أن يمهد الطريق لعودة سوريا إلى الاقتصاد العالمي".

تأتي هذه المشاركة بعد زيارة قام بها وفد اقتصادي رسمي سوري إلى واشنطن، والتي أسفرت عن تفاهمات وصفها وزيرا المالية والاقتصاد السوريان بـ"المهمة"، حيث تم عقد لقاءات مع مسؤولين من البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، ووزارة الخزانة الأمريكية. وأكد وزير المالية محمد يسر برنية أن "الوزارة انتقلت من مرحلة التشاور إلى التعاون والشراكة، خاصة مع وزارة الخزانة الأمريكية"، مشيراً إلى أن الاجتماعات التي عُقدت في واشنطن مع الصناديق العربية والإقليمية "ستتحول قريباً إلى مشاريع تنموية مشتركة ضمن مسار إعادة الإعمار".

مشاريع استثمارية واعدة

تفيد مصادر رسمية بأن الوفد السوري، الذي يضم وزراء المالية والاقتصاد والطاقة والمواصلات والإعمار، سيقوم خلال المنتدى بعرض مجموعة من المشاريع الاستثمارية المتميزة في قطاعات البنية التحتية الذكية، والطاقة المتجددة، والصحة، والإسكان، وذلك ضمن خطة وطنية تهدف إلى جذب المستثمرين العرب والأجانب.

ويرى المراقبون أن المشاركة السورية في هذا المنتدى تمثل خطوة إيجابية نحو استعادة مكانة سوريا على الخريطة الاقتصادية الإقليمية، وتهيئة بيئة استثمارية أكثر انفتاحاً تخدم مصالح الشعب السوري والشركاء الخارجيين على حد سواء.

تحديات وفرص

وفي تعليقه على التحديات المتوقعة، أوضح قضيماتي أن "المرحلة الحالية هي مرحلة بناء وإعداد، وليست مرحلة قطف الثمار"، مشيراً إلى أن تنفيذ الاتفاقيات يحتاج إلى وقت حتى تكتمل جاهزية البنية التحتية في سوريا، الأمر الذي يتطلب صبراً واستمرارية في العمل المؤسسي لجذب الاستثمارات الكبرى. وأضاف أن الشكوك حول تنفيذ الاتفاقيات نابعة من كوننا في مرحلة بناء وتجهيز، وأن قطف الثمار لا يمكن أن يتحقق إلا باكتمال جاهزية البنية التحتية في سوريا لاستقبال الاستثمارات.

تستمر فعاليات منتدى "مستقبل الاستثمار" حتى 30 تشرين الأول، بمشاركة أكثر من 7500 شخص و600 متحدث من مختلف أنحاء العالم، بحسب وكالة الأنباء السعودية "واس". ومن المتوقع أن يشهد المنتدى صفقات استثمارية تتجاوز 60 مليار دولار، بمشاركة واسعة من قادة الأعمال وكبرى الشركات العالمية العاملة في مجالات الضيافة، والتطوير الحضري، والبنية التحتية، والتنمية الاجتماعية والاقتصادية.

مشاركة المقال: