الثلاثاء, 28 أكتوبر 2025 02:14 PM

بمبادرة إنسانية: منظمة "سيغما" تعيد الأمل لطفل حلبي يعاني من تضيق الصمام الرئوي بعملية نوعية

بمبادرة إنسانية: منظمة "سيغما" تعيد الأمل لطفل حلبي يعاني من تضيق الصمام الرئوي بعملية نوعية

على مدى خمسة عشر عامًا، عاش أحمد جمعة، والد الطفل المؤمن جمعة من مدينة حلب، رحلة من القلق والأمل بسبب معاناة ابنه من تضيق في الصمام الرئوي. منذ عامه الأول، لاحظ الأب صعوبة تنفس ابنه وإرهاقه من أقل مجهود، وبعد فحوصات مطولة، تأكد التشخيص.

لم تكن عملية توسيع الصمام بالبالون، العلاج الوحيد المتاح، متوفرة في حلب، وكلما استفسر الأب عن إمكانية إجرائها في دمشق أو خارج سوريا، واجهه مبلغ يتجاوز ثلاثة آلاف وخمسمئة دولار، وهو ما لم يكن بمقدوره توفيره. استمرت الأسرة بالصبر والدعاء، بينما كان المؤمن يكبر والخطر يتربص بقلبه.

لكن القدر حمل لهم بشرى سارة، حيث تلقى الأب اتصالًا من مشفى حلب لأمراض وجراحة القلب يُعلمه بإجراء العملية مجانًا للمرة الأولى في المدينة، بفضل الفريق الطبي للمنظمة الطبية السورية- الألمانية ومؤسسة الرواد الخيرية. الأب، الذي لم يصدق الخبر في البداية، شعر بالامتنان العميق عندما رأى التحضيرات في المشفى.

في يوم العملية، كان الخوف والأمل يتصارعان داخل الأب المنتظر. وبعد ساعات، خرج الطبيب مبشراً بنجاح العملية. لقد كانت عملية توسيع الصمامات القلبية عبر البالون الأولى من نوعها في حلب، وهي تقنية تتم عبر القسطرة دون الحاجة لفتح الصدر، مما يقلل المخاطر ويسرع الشفاء.

الدكتور علاء الدين بري، مدير مشفى حلب لأمراض وجراحة القلب، وصف هذا الإنجاز بأنه "نقلة نوعية تعيد الأمل لكثير من المرضى"، مشيرًا إلى أن المشفى يطمح لإجراء نحو خمسمائة عملية قلبية تداخلية حتى نهاية العام بدعم من وزارة الصحة ومؤسسة الرواد، لتوسيع الخدمات المقدمة للمحتاجين.

الأب، الذي جلس بجانب سرير ابنه يراقب أنفاسه المنتظمة، حمد الله على هذه النعمة. إن نجاح العملية ليس مجرد إنجاز طبي، بل قصة حياة استعاد فيها الأب ابنه، واستعادت حلب نبضها.

مشاركة المقال: