جولة البابا وذكرى قانون الإيمان النيقوي: تأملات في الاستعمار وتاريخ المنطقة

د.جورج جبور

"نؤمن بإله واحد، أب ضابط الكل..." هكذا يبدأ قانون الإيمان الذي أُقر في نيقية، الواقعة حاليًا في تركيا. عند ذكر نيقية، يتذكر الكثيرون أنها كانت تحت حكم القسطنطينية، المعروفة الآن بإسطنبول. لمسافات شاسعة، ظلت المنطقة مسيحية لأكثر من ألف عام، ثم خضعت لقوة السلاجقة الأتراك.

هل كانت هذه حالة "استعمار استيطاني"؟

من تركيا، يزور قداسة البابا لبنان. لم أطلع على التفاصيل، ولكن هل سيمر بسورية أم ينتقل بحرًا أو جوًا إلى لبنان؟

في لبنان، سيتذكر البابا أسفًا بابويًا أُطلق في آذار 2000، وتحدث عن وحشية جنود رأوا أن من واجبهم نشر الحقيقة كما يرونها.

ألم تشهد المنطقة استعمارًا استيطانيًا سبق ذلك النوع من الاستعمار الذي ذكرته أعلاه؟

1291: خروج آخر صليبي من بلاد الشام.

1453: سقوط القسطنطينية.

1840: في التاج البريطاني جوهرة هي الأثمن، اسمها الهند.

"طرق بريطانيا البرية إلى الهند".

ألم تشهد المنطقة استعمارًا استيطانيًا سبق ذلك النوع من الاستعمار الذي ذكرته أعلاه؟

1291: خروج آخر صليبي من بلاد الشام.

1453: سقوط القسطنطينية.

1840: في التاج البريطاني جوهرة هي الأثمن، اسمها الهند.

"طرق بريطانيا البرية إلى الهند"، ذلك اسم كتاب لأستاذ درست عليه في الجامعة الأمريكية بواشنطن العاصمة في النصف الأول من ستينات القرن الماضي، هو هالفورد هوسكينز. تقرأه فترى فلسطين معشوقة لسيدة البحار التي تبحث عن طريق بري يوصلها إلى جوهرة التاج.

هل كانت تلك الرسالة في آب 1840 الموصية بجلب اليهود إلى فلسطين لصالح الدولة العثمانية؟

وهل كان لرسالة وزير خارجية بريطانيا إلى أحد كبار أغنياء العالم عام 1917 جانب مسيحي خفي على الفاتيكان آنذاك، والمذهب الكاثوليكي هو المسيحية المعلنة الأولى في العالم؟

منذ قرن ونصف، يعاني المشرق العربي من استعمار استيطاني برهن على وحشية تماثل تلك التي عبر قداسة البابا عن شعوره إزاءها عام 2000.

هل سيتعامل قداسته مع الوحشية الجديدة مضيفًا زخمًا لاهوتيًا إلى ما صدر عن محكمتي كوكبنا الدوليتين؟

نحن في عهد "حل الدولتين".

إحداهما لا جذر لاهوتيًا لها في ثقافة الغرب، أما الأقدم منهما فيباركها لاهوت تلك الثقافة.

كيف سيتعامل أول ممثل للمسيح من المستوطنين على أرض الهنود الحمر مع العبر المستخلصة من حالات استعمار استيطاني ثلاث، بل أربع؟

قداسة البابا مرموق عالميًا، محترم بل ممجد رمزًا للسلام. زيارته مباركة. معه يهتف كل أبناء المنطقة بالكلمات الأولى من قانون الإيمان: "نؤمن بإله واحد أب ضابط الكل، خالق السماء والأرض، كل ما يرى وما لا يرى".

—————–

ا.د جورج جبور.

حامل وسام القديسين بطرس وبولص برتبة "قائد".

أستاذ مقرر "المذاهب السياسية", كلية حقوق جامعة حلب:1989– 2007.

رئيس الجمعية العربية للقانون الدولي

الرئيس الفخري للرابطة السورية للامم المتحدة.

دمشق.مساء الاثنين 27 ت أول 2025.

(أخبار سوريا الوطن-1)