نظمت محافظة حمص بالتعاون مع مجلس المدينة ورشة عمل تشاركية في فندق سفير حمص تحت عنوان "إعادة بناء مدينة حمص.. من تقييم الواقع إلى تحديد الرؤية والأولويات". شارك في الورشة فعاليات تجارية واجتماعية، لجان الأحياء، فرق تطوعية، استشاريون هندسيون، وممثلون عن منظمات محلية ودولية.
ناقشت الورشة رؤى واستراتيجيات إعادة إعمار المدينة من خلال تحليل التوجهات العمرانية والاجتماعية والتراثية والتاريخية والاقتصادية والبيئية. كما تناولت تحديد أولويات التدخل والتخطيط العمراني وتوجيه الاستثمارات القادمة بما يضمن تنمية مستدامة وشاملة.
ركزت محاور الورشة على عرض واقع مدينة حمص، التحديات والفرص، وواقع المخططات التنظيمية، والهوية ومنهجيات النهوض والإعمار انطلاقاً من التجارب الدولية في التنمية المحلية، وخطوات إعادة الإعمار بعيداً عن الاستراتيجيات، وخطة تعافي مدينة حمص عبر المنهجيات والآليات والمشاريع التنفيذية.
أشار رئيس مجلس مدينة حمص المهندس بشار السباعي في تصريح لمراسلة سانا إلى طرح عدة نقاط، أهمها مشروعات إعادة الإعمار وسبل الاستثمار بعد رفع العقوبات، والملكيات، وخطط النقل المستقبلية عبر آلية تنسيقية مع المنظمات الدولية وإشراك المجتمع المحلي في التخطيط.
بدوره، بيّن معاون محافظ حمص المهندس فارس الأتاسي أن الورشة تجمع اختصاصيين من الجهات الرسمية والأهلية لتقديم اقتراحات حلول منطقية وواقعية للصعوبات التي تواجه عملية البناء، لافتاً إلى أهمية الورشة في تضافر الجهود والسعي لتطبيق الأفكار والرؤى على أرض الواقع.
من جانبها، أوضحت رئيسة دائرة التنظيم العمراني في مجلس المدينة المهندسة رنا داؤود، أنه تم استعراض تطور المخططات التنظيمية لمدينة حمص ومناطق التوسع بالنسبة للمدينة، منوهةً بضرورة الاهتمام بالمدينة القديمة التي تضم معالم تاريخية وأثرية ودينية مهمة، واقتراح مشروع "الترام" كوسيلة نقل كهربائية بوصفه حلاً اقتصادياً للوضع المروري المتردي في المدينة.
من جهته، ذكر عضو المكتب التنفيذي في المجلس ناجي النهار، أن الورشة أتاحت مساحة للحوار بين مختلف أطياف المجتمع لتقديم الأفكار حول شكل حمص المستقبلي، ودور المجتمع المحلي في تحقيقها.
ولفت مسؤول تقييم احتياجات حي الخالدية محمد سبيع الضاهر، إلى أنه من الضروري تحليل الوضع الحالي للبنية التحتية، والمباني، والشوارع، والخدمات العامة لتحديد أولويات إعادة الإعمار والتنمية، ووضع خطة واضحة للمشاريع الأكثر إلحاحاً، كتحسين الخدمات من مياه وكهرباء وصحة وتعليم.
وأشار رجل الأعمال عبد المالك الأتاسي، إلى أن مشاركته في الورشة تأتي من منطلق تحديد الواقع العمراني والخدمي للمدينة، ومعالجة التحديات الاقتصادية والاجتماعية، وشرح المعاناة عن قرب لوضع الرؤية اللازمة نحو إعادة إعمار المدينة والريف وإحيائها، داعياً الحكومة ومنظمات المجتمع المحلي والدولي إلى اعتبار أحياء المدينة والقرى المتضررة منكوبة وتقديم الدعم اللازم لها.
وتأتي هذه الورشة ضمن جهود المحافظة ومجلس المدينة لوضع رؤية تخطيطية متكاملة لإعادة إعمار مدينة حمص، تعتمد على إشراك المجتمع المحلي ومختلف الفعاليات في تحديد أولويات التنمية، بما يسهم في تحقيق تعافٍ عمراني وخدمي يعيد للمدينة دورها الحيوي كمركز اقتصادي في المنطقة الوسطى.
أخبار سوريا الوطن١-سانا