الثلاثاء, 28 أكتوبر 2025 09:36 PM

وفد سوري برئاسة عبد اللطيف يستكشف التجربة الرواندية في العدالة الانتقالية والمصالحة

وفد سوري برئاسة عبد اللطيف يستكشف التجربة الرواندية في العدالة الانتقالية والمصالحة

في زيارة رسمية إلى رواندا، قام وفد من الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية في سوريا، برئاسة عبد الباسط عبد اللطيف، بدراسة التجربة الرواندية في تجاوز آثار الإبادة الجماعية وبناء السلام المجتمعي. تهدف الزيارة إلى تعزيز التعاون مع المؤسسات الرواندية المعنية، ودعم مسار العدالة الانتقالية في سوريا، وترسيخ مفاهيم المصالحة الوطنية والسلم الأهلي.

وذكرت وكالة "سانا" أن هذه الزيارة تأتي في إطار جهود الهيئة لتطوير أنموذج وطني يعتمد على التجارب الدولية الرائدة. التقى الوفد بـ باتريس أواسي، السكرتير التنفيذي لمنظمة رواندا كوبريشن، في العاصمة كيغالي، لبحث سبل تعزيز التعاون الدولي وتبادل الخبرات. استعرض الجانبان إمكانية تنظيم زيارات ميدانية للمؤسسات المعنية في رواندا للاستفادة من خبراتها في مجال العدالة الانتقالية.

منظمة رواندا كوبريشن، وهي جهة حكومية تابعة لوزارة الخارجية والتعاون الدولي الرواندية، تأسست لتيسير تبادل الخبرات والمعارف والثقافات العلمية بين رواندا والدول الصديقة، والتنسيق في تنظيم الزيارات الرسمية. وتستقبل المنظمة وفوداً من دول عديدة للاطلاع على التجربة الرواندية في مجالات متعددة.

كما بحث عبد اللطيف والوفد المرافق مع إريك أويتونزي ماهورو، السكرتير في وزارة المصالحة الوطنية والاندماج المجتمعي الرواندية، سبل الاستفادة من التجربة الرواندية في مجالات العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية. واطّلع الوفد على التجربة الرواندية في ملف المصالحة وبناء السلام بعد الإبادة الجماعية، حيث قُدّم عرض حول كيفية تجاوز المجتمع لآلام الماضي عبر الحوار، والاعتراف، والمساءلة، والمغفرة.

أشار ماهورو إلى أنّ مرحلة ما قبل المصالحة كانت تتّسم بالانقسام والتحريض على الكراهية، وأنّ رحلة الشفاء بدأت من خلال الاستماع إلى قصص الضحايا ومنحهم المساحة للتعبير عن الألم والبحث عن الأمل. وأكّد أنّ العدالة في رواندا لم يكن هدفها العقاب فقط، بل بناء حياة جديدة تقوم على التعايش والأمان والعدالة.

زار وفد الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية أيضاً منظمة أيغيس ترست، وهي منظمة دولية تعمل في مجال توثيق الإبادة الجماعية وبناء السلام. وقدّم القائمون على المنظمة عرضاً حول تجربتهم في توثيق السردية التاريخية لضحايا الإبادة الجماعية في رواندا، حيث أسهمت المنظمة في إنشاء عدد من المتاحف التذكارية، من أبرزها متحف كيغالي التذكاري.

أوضح ممثلو المنظمة أنّ الهدف من هذا العمل يمتد إلى تعزيز ثقافة السلام ومنع تكرار الجرائم، وذلك من خلال برامج تعليمية وتوعوية تستهدف الأجيال الجديدة، إلى جانب تطوير منصات رقمية للأرشفة والتوثيق. وتعمل المنظمة على إنشاء نظام بحثي متكامل بالتعاون مع مؤسسات دولية متخصصة.

اطلع عبد اللطيف والوفد المرافق خلال جولتهم في متحف الإبادة الجماعية بمدينة كيغالي الرواندية، على آليات التوثيق وحفظ الذاكرة الوطنية التي اعتمدتها رواندا في توثيق جرائم الإبادة الجماعية، وكيفية بناء السردية الوطنية الجامعة التي تضمن عدم نسيان ما حدث، وتُرسّخ ثقافة الوعي والسلام للأجيال القادمة.

أكد أعضاء الوفد أهمية هذه التجربة في مسار العدالة الانتقالية، باعتبار أنّ التوثيق وحفظ الذاكرة ركيزتان أساسيتان لضمان عدم تكرار المآسي، وبناء مستقبل قائم على الحقيقة والمصالحة. وتأتي هذه الزيارة ضمن جهود الهيئة لتعزيز التواصل مع التجارب الدولية الناجحة، واستلهام الدروس التي تسهم في دعم مسار العدالة الانتقالية في سوريا.

مشاركة المقال: