الأربعاء, 29 أكتوبر 2025 04:06 AM

تصعيد في غزة: غارات إسرائيلية بأمر نتنياهو واشتباكات في رفح

تصعيد في غزة: غارات إسرائيلية بأمر نتنياهو واشتباكات في رفح

وسط تصاعد أزمة تسليم بقايا جثة إسرائيلية وإصابة حرجة لجندي في حدث أمني برفح

أفاد شهود عيان بأن طائرات إسرائيلية نفذت غارات جوية على مدينة غزة اليوم الثلاثاء، وذلك بعد فترة وجيزة من إصدار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أوامره للجيش بشن هجمات "قوية" على الفور في قطاع غزة.

ووفقًا لما أعلنه مكتب رئيس الوزراء، أمر نتنياهو الجيش بتنفيذ غارات وعمليات "قوية" في قطاع غزة فورًا، وذلك بعد اتهامه حركة "حماس" بخرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم بوساطة أمريكية. وجاء في البيان: "عقب المشاورات الأمنية، وجه رئيس الوزراء نتنياهو الجيش بتنفيذ غارات قوية وفورية على قطاع غزة".

وذكر شهود ووسائل إعلام تابعة لـ"حماس" أن قصفًا إسرائيليًا استهدف منطقة بالقرب من أكبر مستشفى لا يزال يعمل في شمال غزة، وأن عدد القتلى والجرحى غير معروف حتى الآن. وفي وقت لاحق، أفادت وسائل إعلام فلسطينية في غزة بمقتل 11 شخصًا في غارات وعمليات قصف مختلفة، خاصة في جنوب القطاع.

كما ذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن نتنياهو قرر توسيع سيطرة الجيش على أراضي قطاع غزة، وأنه يجري اتصالات مع مسؤولين أمريكيين كبار للتنسيق بشأن هذا القرار.

من جهتها، أعلنت "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، اليوم الثلاثاء، أنها ستؤجل تسليم جثة رهينة كان من المقرر تسليمها اليوم، بسبب ما وصفته بانتهاكات إسرائيلية.

وأدت أزمة تسليم حركة "حماس" لبقايا جثمان أسير أُعيد إلى إسرائيل، ليلة الاثنين، إلى توترات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بعد حوالي ثلاثة أسابيع من دخوله حيز التنفيذ برعاية أمريكية وإقليمية.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، إن بقايا الجثمان تعود لأوفير تسرفاتي، الذي أُعيد جزء من جثمانه من قطاع غزة في عملية إسرائيلية قبل نحو عامين.

ونشرت وسائل إعلام عبرية، الثلاثاء، مقطعًا مصورًا من طائرة مسيرة يظهر عناصر يحاولون دفن كيس أبيض، وبعدها ظهرت عناصر ترتدي ملابس الصليب الأحمر في موقع العثور على الجثمان.

واتهم مسؤولون في مكتب نتنياهو وفي الجيش الإسرائيلي حركة "حماس" بعرض ما وصفوه بأنه "مسرحية"، قام خلالها مقاتلون من الحركة بـ"نقل بقايا الرفات من شقة سكنية إلى حفرة مستحدثة، قبل أن يتصلوا بالصليب الأحمر من أجل استخراج الجثمان"، وفق زعمهم.

لكن "حماس" أصدرت بيانًا قالت فيه إن "مزاعم الاحتلال حول تباطؤ المقاومة في التعامل مع هذا الملف ادعاءات لا أساس لها من الصحة، وتهدف إلى تضليل الرأي العام"، مضيفة أن "الاحتلال يسعى إلى فبركة ذرائع زائفة تمهيدًا لاتخاذ خطوات عدوانية جديدة ضد شعبنا، في تجاوز صارخ لاتفاق وقف إطلاق النار".

اشتباكات في رفح

تزامنت أزمة تسليم بقايا الجثة مع تقارير إسرائيلية، الثلاثاء، تفيد بأن حدثًا أمنيًا جديدًا وقع في رفح جنوب قطاع غزة، تسبب في إصابة جندي إسرائيلي بجروح حرجة، بينما ذهبت منصات غير رسمية تابعة لمستوطنين لإعلان مقتله.

وبحسب القناة 12 العبرية، فإن "عناصر مسلحة من (حماس) خرجت من فتحة أحد الأنفاق داخل مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وأطلقت النار تجاه الجنود، ما أدى لإصابة أحدهم بجروح حرجة"، فيما ذكرت مصادر أخرى أنه تعرض لإطلاق نار من قناص.

وسُمع دوي انفجارات في رفح وشرق خان يونس جنوبي قطاع غزة، إثر قصف مدفعي عنيف تعرضت له تلك المنطقة. ولوحظ تحليق الطائرات الحربية في سماء المنطقة على ارتفاعات منخفضة، بينما هبطت طائرة هليكوبتر في مكان قريب.

وقالت مصادر ميدانية فلسطينية لـ"الشرق الأوسط"، إن عمليات القصف المدفعي تشير إلى منطقة شرق رفح، لكنها أضافت أن "التفاصيل المؤكدة حول ملابسات الحادث تبدو غامضة حتى الآن في ظل استمرار القصف".

في غضون ذلك، أطلقت آليات إسرائيلية النيران تجاه مجموعة من الفلسطينيين في حي الزيتون جنوب مدينة غزة (شمال القطاع)، ما أدى لإصابة اثنين بجروح وُصفت حالة أحدهما بالخطيرة.

مشاركة المقال: