الأربعاء, 29 أكتوبر 2025 03:27 PM

تحركات دبلوماسية مكثفة حول لبنان: القاهرة تعرض الوساطة وواشنطن تشدد على التفاوض مع إسرائيل وتحذر من تعاظم قوة حزب الله

تحركات دبلوماسية مكثفة حول لبنان: القاهرة تعرض الوساطة وواشنطن تشدد على التفاوض مع إسرائيل وتحذر من تعاظم قوة حزب الله

عكست الحركة الدبلوماسية والأمنية الأميركية والعربية في اليومين الماضيين حساسية المرحلة التي يمر بها لبنان، مذكرة بالأجواء التي أعقبت اتفاق غزة، خاصة مع دخول مصر على الخط لاحتواء أي تصعيد عسكري إسرائيلي محتمل.

فمن زيارة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس يوم الإثنين، والزيارة المرتقبة للمبعوث الرئاسي الأميركي توماس براك، إلى محطة مدير المخابرات المصرية حسن رشاد في بيروت، بالتزامن مع حضور الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، بدا وكأن لبنان يقف أمام منعطف مصيري قد يعيده إلى أتون حرب مدمرة إذا أصر حزب الله على الاحتفاظ بسلاحه.

تشير المعلومات التي رشحت عن لقاءات الموفدين مع المسؤولين اللبنانيين إلى أن الجهود تتركز على تمديد مفاعيل اتفاق غزة ليشمل الجبهة اللبنانية، باعتبار ذلك "المخرج الوحيد" لتجنب الانفجار الكبير.

علمت «الأخبار» أن المسؤولين اللبنانيين لم يسمعوا تهديدات مباشرة، بل "نصائح" وتحذيرات دبلوماسية مبطنة. وكشفت مصادر مطلعة أن رشاد، الذي لعب دوراً محورياً في التوصل إلى هدنة غزة، "نقل إلى الرؤساء جوزيف عون ونبيه بري ونواف سلام أجواء الجهود المبذولة بشأن غزة، وأبدى استعداداً مصرياً للعب دور أساسي في الأزمة اللبنانية"، مؤكداً أن "مصر قادرة على المساعدة بفضل علاقاتها الإقليمية والدولية، وعلى لبنان أن يتعاون لأن ذلك هو الحل الوحيد لكي لا تذهب الأمور نحو الأسوأ".

كما أكدت مصادر بعبدا أن "رشاد لم يحمل أي رسالة تهديد، بل قدم نصائح"، في اللقاء مع عون، بحضور المدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير ومدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي. وقد حمّل عون الوزير رشاد تحياته إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، شاكراً دعم مصر الدائم للبنان، ومرحباً بأي دور مصري يساهم في وقف الاعتداءات الإسرائيلية وإعادة الاستقرار.

أما بالنسبة إلى أورتاغوس، فأكدت مصادر مطلعة أن لقاءها مع عون "لم يكن سلبياً أو متوتراً، لكنها تحدثت بصراحة عن ضرورة أن يضاعف الجيش جهوده لاستكمال تنفيذ الخطة التي أقرتها الحكومة". وكررت ما قاله رشاد حول أهمية البناء على الأجواء الإيجابية التي خلفها اتفاق غزة، مشيرة إلى أن "الفرصة متاحة لتثبيت الهدوء في لبنان إذا تم تطوير الأطر القائمة للتنسيق". وفي هذا السياق، طرحت تفعيل عمل لجنة «الميكانيزم» وتوسيع صلاحياتها لتشمل كل الحدود اللبنانية، لا الجنوب فقط، إضافةً إلى إشراك دبلوماسيين في عضويتها.

حضر اللقاء في قصر بعبدا القائم بالأعمال في السفارة الأميركية كيث هاننغان، والمستشار السياسي ماثيو توتيلو. وخلال الاجتماع، شدد عون على "ضرورة تفعيل عمل لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية، خصوصاً لجهة وقف الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة، وتطبيق القرار 1701 بما يتيح للجيش اللبناني استكمال انتشاره حتى الحدود الدولية الجنوبية".

كانت أورتاغوس استهلت زيارتها بلقاء الرئيس بري في عين التينة صباحاً، واستمر الاجتماع نحو ساعة، من دون تصريحات إعلامية أو السماح بالتصوير. وعلمت «الأخبار» أن الرئيس بري كان متردداً في استقبالها بدايةً، نظراً إلى الزيارة المرتقبة لبرّاك، لكنه نُصِح من قبل محيطه السياسي بعدم رفض اللقاء حرصاً على إبقاء قنوات التواصل مفتوحة مع الجانب الأميركي. ووفق المعلومات، كان اللقاء هادئاً ولم يشهد أي تهويل أو تهديد بالحرب، وتطرقت فيه أورتاغوس إلى موضوع تهريب الأسلحة من سوريا، مؤكدة على ضرورة ضبط الحدود. من جانبه، شدد الرئيس بري على أن لبنان يقوم بدوره، وملتزم بالاتفاقات الدولية واتفاق وقف إطلاق النار، مؤكداً أن «الميكانيزم» هي الآلية الوحيدة لتطبيق ما تم الاتفاق عليه.

لم يكن الاجتماع مع الرئيس سلام مختلفاً في مضمونه، لكن أورتاغوس شددت أمامه على أن "حزب الله يعيد بناء قوته، ولدى الولايات المتحدة وإسرائيل معلومات تؤكد ذلك"، وهذا "يحتّم على الحكومة عدم التباطؤ في تطبيق خطتها". كما أكدت على ضرورة التفاوض مع إسرائيل في ضوء واقع المنطقة. وأشارت مصادر إلى أن أورتاغوس التقت أيضاً قائد الجيش رودولف هيكل لترتيب العلاقة معه بعدما شابها التوتر.

مشاركة المقال: