الأربعاء, 29 أكتوبر 2025 11:30 PM

ألمانيا: استطلاع يكشف عن تزايد القلق وانعدام الأمان لدى النساء في الأماكن العامة

ألمانيا: استطلاع يكشف عن تزايد القلق وانعدام الأمان لدى النساء في الأماكن العامة

أظهر استطلاع حديث أجراه معهد "سيفي" لقياس مؤشرات الرأي بتكليف من مجموعة "فونكه" الإعلامية الألمانية، أن نصف سكان ألمانيا يشعرون بانعدام الأمان في العديد من الأماكن العامة. وكشف الاستطلاع أن 55٪ من النساء المشاركات أبدين شعورهن بعدم الأمان في أماكن مثل وسائل النقل العامة، وحمامات السباحة، والفعاليات، والمهرجانات، والحدائق، والنوادي، والحانات. كما أفاد 49٪ من الرجال بشعور مماثل في هذه الأماكن.

وذكرت وسائل إعلام ألمانية أن الشعور بانعدام الأمان يتركز بشكل خاص في المحطات والنوادي والحانات، حيث أبدى 17٪ فقط شعورهم بالأمان في المحطات، و19٪ في النوادي والحانات. وبين النساء، لم تتجاوز النسبة 14٪ في كلا المكانين. شمل الاستطلاع الذي أجراه معهد "سيفي" 5 آلاف شخص فوق سن 18 عامًا، وأُجري عبر الإنترنت في الفترة من 23 إلى 27 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.

بالمقارنة مع عام 2015، صرح 71٪ من النساء و68٪ من الرجال بأنهم يشعرون اليوم بأمان أقل، بينما قال 26٪ إن شعورهم بالأمان لم يتغير. وعلى صعيد الانتماء الحزبي، أفاد 96٪ من مؤيدي حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي، و87٪ من مؤيدي الحزب الديمقراطي الحر، و82٪ من مؤيدي الاتحاد المسيحي، بتراجع شعورهم بالأمان. في المقابل، قال غالبية مؤيدي حزب الخضر (65٪) وأنصار الحزب الاشتراكي الديمقراطي (55٪) إنهم لا يلاحظون أي فرق مقارنة بالوضع قبل عشر سنوات.

أثارت تصريحات المستشار الألماني فريدريش ميرتس الأخيرة حول تغيير "صورة المدن" بسبب الهجرة جدلًا واسعًا حول الأمان الحقيقي والمُتصوَّر في المدن الألمانية. وأظهر الاستطلاع آراء متباينة بشأن تقييم الألمان لخطاب ميرتس حول أمن النساء في الأماكن العامة؛ إذ قيّم 47٪ من المشاركين خطابه بشكل إيجابي، بينما رآه 42٪ آخرون سلبيا.

دافعت رئيسة اتحاد النساء في الحزب المسيحي الديمقراطي ووزيرة الصحة الألمانية نينا فاركن عن تصريحات المستشار الألماني فريدريش ميرتس بشأن "صورة المدن"، مشيرة إلى ما ترويه النساء عن شعورهن بعدم الأمان في الأماكن العامة، وقالت: "الحقيقة أن النساء، سواء الشابات أو الأكبر سنا، يشعرن في كثير من الأحيان بعدم الأمان في الأماكن العامة، ويتجنبن بعض المواقع والمسارات، بل ويحملن معهن بخاخ الفلفل".

وعندما سُئلت عما إذا كان ذلك يعني وجود "مناطق محظورة على النساء في ألمانيا"، أجابت: "نعم، هذا موجود. كثير من النساء يذكرن لي أنهن يتجنبن أماكن معينة، بل ويتجنبن السفر بالقطار أحيانا". كما دافعت الوزيرة عن الربط الذي أقامه المستشار بين "صورة المدن المقلقة" والهجرة، قائلة: "إنه أيضا موضوع يتعلق بالهجرة. فجرائم العنف ارتفعت، وهناك نسبة كبيرة من المشتبه بهم من الأجانب. النساء الشابات يتحدثن عن مواقف مزعجة مع رجال عموما، لكن كثيرات منهن يشِرن بشكل خاص إلى رجال من خلفيات مهاجرة عندما يتحدثن عن المضايقات أو الاعتداءات".

وأضافت: "نعلم جميعا أن وضع المرأة في كثير من بلدان المنشأ مختلف، وهذا مثبت بالأرقام وبالعديد من الشهادات". وكان ميرتس قد تحدث قبل أكثر من أسبوع عن "صورة مدن مقلقة" في سياق النقاش حول سياسة الهجرة، دون أن يذكر تفاصيل في البداية، ما أثار موجة من الاتهامات له بالعنصرية. وردّ لاحقا قائلا: "ليس لدي ما أعتذر عنه. اسألوا بناتكم!". وبعد استمرار الانتقادات، أوضح ميرتس مساء الأربعاء الماضي أن ألمانيا بحاجة إلى الهجرة، خصوصا لسوق العمل، لكنه أشار إلى أن "المشكلة تكمن في أولئك الذين لا يملكون إقامة دائمة، ولا يعملون، ولا يلتزمون بقوانيننا".

وقد أظهرت استطلاعات لاحقة أن بعض الألمان أيدوا مواقف ميرتس، في حين استمرت الانتقادات وخرجت تظاهرات في عدد من المدن. وقال منتقدون إن تصريحاته تعمم الاتهام على المهاجرين وتخدم حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي. (DW)

مشاركة المقال: