تشهد العلاقات الاقتصادية بين سوريا والمملكة العربية السعودية زخمًا ملحوظًا، يتجسد في الإعلان المرتقب عن وصول بعثة فنية من الصندوق السعودي للتنمية إلى دمشق خلال الأسابيع المقبلة. تهدف هذه الزيارة إلى وضع اللمسات الأخيرة لتمويل مشاريع استراتيجية ذات أولوية قصوى في قطاعات حيوية.
أكد حاكم مصرف سوريا المركزي، عبد القادر حصرية، على التقدم الملموس في تفعيل التحويلات المصرفية المباشرة بين البلدين. وأوضح أن هذا الإنجاز يرجع إلى الجهود المشتركة بين وزارة الاستثمار السعودية والبنك المركزي السعودي ومصرف سوريا المركزي، وذلك بهدف تسهيل حركة رؤوس الأموال، ودعم الأنشطة التجارية والاستثمارية، وتعزيز الثقة في النظام المالي السوري.
كما أعرب حصرية عن امتنانه وتقديره لحكومة المملكة العربية السعودية على دعمها المتواصل، معربًا عن تطلعه إلى المزيد من الشراكات والمشاريع المشتركة التي تعزز التكامل الاقتصادي والمالي بين الجانبين.
من جانبه، كشف وزير المالية السوري، محمد يسر برنية، عبر حسابه على منصة “لينكد إن”، عن أن المشاريع التي سيقوم الصندوق السعودي بتمويلها ستشمل قطاعات الصحة والتعليم والطاقة والإسكان والطيران والمشروعات الصغيرة والمتوسطة. وأشار إلى أن قيمة التسهيلات التمويلية قد تصل إلى نحو مليار ونصف المليار دولار.
وثمّن برنية الدعم الكبير الذي تقدمه السعودية لسوريا، مرحبًا بقدوم البعثة الفنية السعودية في غضون أسابيع قليلة.
وتأتي هذه التطورات في أعقاب زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى الرياض يوم الثلاثاء للمشاركة في مؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار” بنسخته التاسعة. وقد التقى خلال الزيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ورافقه وفد رسمي يضم عددًا من الوزراء وكبار المسؤولين والخبراء، بهدف بحث فرص التعاون مع كبار المستثمرين العالميين.
يذكر أن حصرية كان قد عقد في 16 أيلول الماضي لقاءات مع عدد من مسؤولي البنوك السعودية خلال زيارة سابقة إلى الرياض، تناولت سبل تعزيز التعاون المصرفي وتسهيل عمليات التحويل المالي بين سوريا والعالم.