الجمعة, 31 أكتوبر 2025 04:54 AM

"سيريا هايتك" يطلق رؤية جديدة لسوريا الرقمية ويستقطب استثمارات دولية

"سيريا هايتك" يطلق رؤية جديدة لسوريا الرقمية ويستقطب استثمارات دولية

أطلق معرض تكنولوجيا المعلومات والاتصالات "سيريا هايتك" هويته البصرية الجديدة، التي تجسد رؤية سوريا المتجددة نحو بناء مستقبل رقمي حديث، وتعزيز مكانتها كبيئة جاذبة للابتكار والاستثمار التقني. وقد انطلقت فعاليات الدورة الحادية عشرة للمعرض بمؤتمر صحفي رعاه وزير الاتصالات وتقانة المعلومات، عبد السلام هيكل، وحضرته عنب بلدي.

يُقام معرض "سيريا هايتك" في الفترة ما بين 20 و24 تشرين الثاني 2025، في نسخة وصفت بأنها "غير عادية"، وفقًا للبيان الصحفي الصادر عن الجهة المنظمة. يعتبر المعرض أول معرض دولي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات يقام في دمشق بعد سقوط نظام الأسد، مما يجعله تجسيدًا لانطلاقة البلاد نحو التحول الرقمي، ومنصة سنوية لتمكين الشركات السورية من توسيع أعمالها وإبرام اتفاقيات مع شركات عالمية، وتشكيل تكتلات اقتصادية جديدة تتماشى مع توجه الحكومة نحو بناء بلد متطور رقميًا.

يشارك في المعرض 210 عارضين من عشر دول هي: سوريا، لبنان، الأردن، قطر، السعودية، الصين، بريطانيا، تركيا، الإمارات، وسلطنة عمان. كما يشهد الحدث تنظيم "الملتقى السوري- الأردني"، برعاية وزيري الاتصالات السوري والاقتصاد الرقمي والريادة الأردني، وبمشاركة عدد من رجال الأعمال في البلدين.

منصة لجذب الاستثمارات

أكد وزير الاتصالات، عبد السلام هيكل، خلال المؤتمر، أن الوزارة تسعى إلى إعادة تموضع سوريا كمركز أساسي في منظومة الاتصالات الإقليمية، مشيرًا إلى أن تطوير البنية التحتية التقنية يأتي في مقدمة أولوياتها، بالإضافة إلى دعم صناعة البرمجيات وتطوير البيئة الرقمية بما يواكب التطلعات الحكومية نحو بلد متطور رقميًا. وأضاف أن التنسيق مع إدارة المعرض يهدف إلى جعل "سيريا هايتك" منصة لجذب الشركات الإقليمية والدولية، ومجالًا لبناء شراكات تقنية تعزز الحضور السوري في الأسواق العالمية، لافتًا إلى أن الانتقال التقني في سوريا يتطلب شراكات فاعلة، وأن الحكومة تقترب من حل العقبات المرتبطة بالعقوبات التي تعيق وصول بعض التقنيات المتقدمة.

وأوضح هيكل أنه لا توجد حاليًا أي رخصة ثالثة لتقديم خدمات الإنترنت، واعدًا المواطنين بـ"أفضل بنية تحتية وشبكة اتصالات في تاريخ البلاد"، ومضيفًا أن جميع السوريين سيلمسون، مع نهاية الربع الأول من 2026، فرقًا ملموسًا في جودة الخدمة.

من جانبها، أعلنت مديرة المعرض، هالة شربجي، أن دورة هذا العام ستقام في مدينة المعارض بدمشق، على مساحة 15 ألف متر مربع، بمشاركة بريطانية هي الأولى من نوعها، مشيرةً إلى أن الحدث سيستقبل وفودًا رسمية وزوارًا دوليين، ما يعكس الاهتمام المتزايد بالسوق السورية كمحطة واعدة في مجال التكنولوجيا. وستركز الدورة على دعم الشركات الناشئة وربطها بالسوق المحلية، إلى جانب إتاحة الفرصة للمؤسسات الحكومية لعرض إنجازاتها التقنية وطرح احتياجاتها، بما يسهم في تبادل الخبرات ورفع الكفاءات من خلال فعاليات تجمع الأطراف المحلية والدولية.

وأكد المدير العام للمؤسسة السورية للمعارض والأسواق الدولية، محمد حمزة، أن مدينة المعارض باتت جاهزة لاستضافة الفعاليات المتخصصة، بفضل ما تمتلكه من بنية تحتية وخدمات لوجستية متكاملة، مشيرًا إلى أن "سيريا هايتك" يحتفظ بمكانة خاصة بوصفه المعرض الوطني الوحيد المتخصص بتقنيات الاتصالات والمعلومات، ومنصة رئيسية لعرض الابتكارات ودعم مسار التحول الرقمي في البلاد.

ثورة رقمية جديدة

قال مدير مركز أمن المعلومات في وزارة الاتصالات، جهاد ألالا، لعنب بلدي، إن المؤتمر يهدف إلى استعراض الخطوات العملية التي تتخذها الحكومة لجذب الشركات العالمية والمحلية للاستثمار في سوريا، سواء كانت شركات "هايبر سكيلرز" العالمية أو شركات سورية أسسها رجال أعمال في الخارج. وأضاف أن هذا التوجه يحظى بدعم حكومي واضح، إذ تعمل الجهات الرسمية كفريق واحد لتأمين بيئة مناسبة للشركات الراغبة بالاستثمار، في ظل مرحلة جديدة يُنتظر أن تشهد "ثورة رقمية" تمتد آثارها إلى المستوى الإقليمي. وأوضح أن المؤتمر يشكل رسالة إلى المجتمع الدولي لتأكيد جدية التوجه نحو التحول الرقمي والاستثمار التكنولوجي، وترسيخ ما يجري بحثه في المؤتمرات والزيارات مع الدول المجاورة، بأن سوريا تشهد فرصة حقيقية للنهوض بالقطاع التكنولوجي.

وبحسب المنظمين، سيفتح المعرض أبوابه يوميًا من الساعة الثانية ظهرًا حتى الثامنة مساءً، في محاولة لاستعادة الثقة الدولية بالسوق السورية بعد سنوات من الانقطاع، مؤكدين أن نجاح الدورة بتحويل الحضور الدولي إلى شراكات فعلية قد يمثل نقطة تحول في مسار القطاع التكنولوجي السوري ويعيد البلاد إلى الخريطة الإقليمية للتقنية.

منتدى سوري- فرنسي لإحياء الاستثمارات بقطاع الاتصالات
مشاركة المقال: