وجه العاهل المغربي محمد السادس، مساء الجمعة، دعوة إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لإجراء "حوار أخوي وصادق" بين البلدين بهدف تجاوز الخلافات القائمة.
جاءت هذه الدعوة في خطاب متلفز وجهه الملك إلى الشعب المغربي، وذلك عقب تصويت مجلس الأمن الدولي لصالح قرار أمريكي يدعم مبادرة الرباط بشأن قضية "إقليم الصحراء".
وقال الملك محمد السادس في خطابه: "أدعو الرئيس عبد المجيد تبون لحوار أخوي صادق بين المغرب والجزائر من أجل تجاوز الخلافات، وبناء علاقات جديدة تقوم على الثقة وروابط الأخوة وحسن الجوار".
وأكد التزام بلاده بمواصلة العمل من أجل إحياء الاتحاد المغاربي، على أساس الاحترام المتبادل، والتعاون والتكامل بين دوله الخمس.
يُذكر أن الحدود المغربية الجزائرية مغلقة منذ عام 1994، وذلك على خلفية خلافات سياسية بين البلدين، أبرزها ملف إقليم الصحراء المتنازع عليه بين الرباط وجبهة "البوليساريو" المدعومة من الجزائر.
في عام 2007، اقترح المغرب حكماً ذاتياً موسعاً في إقليم الصحراء تحت سيادته، بينما تدعو "البوليساريو" إلى استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر.
وصوت مجلس الأمن في وقت سابق الجمعة، على قرار أمريكي يقضي بتمديد ولاية بعثة "مينورسو" لعام إضافي حتى 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2026. وقد صوت لصالح القرار الذي دعم "مبادرة المغرب للحكم الذاتي في الصحراء" 11 بلداً، وامتنعت روسيا والصين وباكستان، ولم تشارك الجزائر في التصويت.
وفي خطابه، أكد ملك المغرب عزم بلاده تحديث مبادرة الحكم الذاتي وتقديمها للأمم المتحدة، لتكون الأساس الوحيد للتفاوض بشأن إقليم الصحراء، واعتبارها "الحل الوحيد".
وقال: "رغم التطورات الإيجابية لقضية إقليم الصحراء، سيبقى المغرب حريصا على إيجاد حل لا غالب ولا مغلوب، يحفظ ماء جميع الأطراف".
وأوضح العاهل المغربي أن بلاده "تعيش فتحا جديدا في مسار ترسيخ مغربية الصحراء"، مضيفا: "مرتاحون لقرار مجلس الأمن".
وأشار إلى أنه يتقاسم مع شعبه "مشاعر الارتياح لقرار مجلس الأمن، إننا نعيش مرحلة فاصلة ومنعطفا حاسما لتاريخ المغرب الحديث، هناك مرحلة ما قبل 31 أكتوبر 2025 وهناك ما بعده".
واعتبر أن بلده "لا يعتبر هذه التحولات انتصارا ولا يستغلها لتأجيج الصراع والخلافات".
وتقدم ملك المغرب بالشكر للدول التي "ساهمت في هذا التغيير بمواقفها البناءة"، وذكر منها الولايات المتحدة وبريطانيا وإسبانيا وفرنسا والدول العربية والإسلامية. الأناضول