الأحد, 2 نوفمبر 2025 06:59 AM

سوريا تتصدى للحسابات المفبركة: وحدة إعلامية جديدة وتعاون مع "ميتا"

سوريا تتصدى للحسابات المفبركة: وحدة إعلامية جديدة وتعاون مع "ميتا"

في خطوة تعكس تطوراً في الإعلام السوري، أكد وزير الإعلام حمزة المصطفى على أهمية تحديث المنظومة الإعلامية لمواجهة التضليل وحملات التشويه. جاء ذلك خلال ندوة "فجر سوريا الجديد" في مؤتمر TRT World 2025 بإسطنبول، حيث شدد على ضرورة اعتماد الشفافية في الإعلام السوري الجديد، بعيداً عن الأساليب التقليدية.

العقوبات تعيق التعاون

أفصح المصطفى عن بدء حوار مع شركة "ميتا" بشأن الحسابات المفبركة التي تستهدف الحكومة السورية على وسائل التواصل، مشيراً إلى أن العقوبات تعرقل التعاون التقني المباشر. وأعلن عن إنشاء وحدة رقمية متخصصة في الوزارة لمتابعة هذه الحملات والتعامل معها بأساليب متطورة.

أكد الوزير أن مكافحة الأخبار الكاذبة جزء من الأمن الوطني الإعلامي، وأن الوزارة تعمل على تقديم محتوى موثوق يعتمد على الحقائق، معتبراً أن "الاستثمار في حرية التعبير هو الخطوة الأولى نحو بناء إعلام حديث وشفاف".

تحول في الإعلام السوري

تأتي هذه التصريحات في وقت تسعى فيه سوريا لإعادة تعريف دور إعلامها، بعد سنوات من الاضطرابات السياسية. ويعكس هذا تحولاً في تعامل الحكومة مع الإعلام، من أداة سياسية إلى منصة للحوار الوطني وبناء الثقة، خاصة في المرحلة الانتقالية.

يرى مراقبون أن هذا التوجه نحو الانفتاح الإعلامي وإشراك القطاع الخاص قد يحيي المشهد الإعلامي السوري، بشرط ضمان حرية الرأي واستقلالية المؤسسات.

يذكر أن تحقيقاً لـ BBC في مايو الماضي كشف عن شبكات خارجية تنشر خطاب الكراهية والتضليل حول الأوضاع في سوريا عبر منصة "إكس" (تويتر سابقاً). وأظهر التحقيق أن معظم الحسابات التي تنشر محتوى معادياً للحكومة السورية الجديدة تأتي من دول مثل العراق ولبنان واليمن وإيران، وتستخدم أساليب رقمية لتضليل الرأي العام.

تمثل هذه الحملات جزءاً من حرب معلومات تستهدف زعزعة الاستقرار والتأثير في المزاج الشعبي، مما يجعل الإعلام الوطني الرقمي خط الدفاع الأول ضد الأخبار المفبركة والتلاعب.

تستخدم هذه الحسابات أساليب مثل إعادة نشر مقاطع فيديو قديمة وتقديمها على أنها مرتبطة بأحداث حديثة، وترويج الأكاذيب والشائعات.

مشاركة المقال: