الأحد, 2 نوفمبر 2025 06:23 PM

حلب: دورة مكثفة لتأهيل الكوادر الصحية في المدارس لتعزيز صحة الطلاب

حلب: دورة مكثفة لتأهيل الكوادر الصحية في المدارس لتعزيز صحة الطلاب

أكد محمد الخراط، رئيس دائرة الصحة المدرسية في مديرية التربية والتعليم بحلب، أن الدائرة تعمل بجد على رفع مستوى الكفاءة لدى الكوادر الصحية العاملة في المدارس. وأشار الخراط في حديث خاص إلى عنب بلدي، إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار خطة شاملة تهدف إلى تنشيط دور الصحة المدرسية بعد سنوات من التراجع الملحوظ. وتركز الخطة بشكل أساسي على تعزيز الوعي الصحي وتوفير الوقاية اللازمة من الأمراض بين الطلاب.

تفاصيل الدورة التدريبية

جاء تصريح الخراط على هامش دورة تدريبية قامت مديرية التربية والتعليم في حلب بتنظيمها في 28 تشرين الأول الماضي. ووفقًا للمديرية، فقد استهدفت الدورة المساعدات والمثقفات الصحيات العاملات في المدارس، وذلك ضمن برنامج يركز على تطوير المهارات العملية والنظرية للعاملات في مجال الصحة المدرسية.

وأوضح الخراط لعنب بلدي أن الدورة شملت جميع كوادر الصحة المدرسية في المديرية، سواء من المدينة أو الريف، حيث تم اختيار المشاركات من المدارس التابعة للمديرية بشكل كامل. وقد اقتصر التدريب على هذه الفئة تحديدًا لضمان تحقيق أقصى استفادة ممكنة ضمن مجال اختصاصهن، بالإضافة إلى توحيد آليات العمل الصحي داخل المدارس.

كما أشار الخراط إلى أن الحقيبة التدريبية قد أُعدت من قبل دائرة الصحة المدرسية بالتعاون مع جهات صحية متخصصة في هذا المجال، وذلك بهدف ضمان مطابقة المحتوى للمعايير الصحية والتعليمية المعتمدة، وبما يتناسب مع احتياجات المدارس والظروف الصحية الراهنة.

وقد تنوعت محاور الدورة بين الجانبين النظري والتطبيقي، حيث شملت فحوصات صحية أساسية للطلاب، وتدريبات على متابعة النظافة الشخصية وطرق الوقاية من الأمراض المعدية، بالإضافة إلى أنشطة للتثقيف السلوكي، والتعامل مع الحالات الصحية الطارئة، وتقديم الإسعافات الأولية. كما تضمنت محاضرات توعوية حول أنماط الحياة الصحية داخل البيئة المدرسية.

وأكد الخراط أن دائرة الصحة المدرسية ستقوم بإجراء تقييم نهائي للمشاركات في نهاية الدورة، وذلك بهدف قياس مدى الاستفادة وتحديد الجوانب التي يمكن تطويرها في المستقبل.

أهمية الصحة المدرسية

شدد الخراط على أن الاهتمام بالصحة المدرسية يعتبر ضرورة ملحة لحماية الطلاب في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يمرون بها. وأشار إلى وجود خطة لتنظيم دورات مماثلة خلال الفترة المقبلة، تستهدف فئات أخرى من الكوادر التعليمية والصحية، وذلك بهدف توسيع نطاق التثقيف الصحي في جميع المدارس، وتأسيس ثقافة وقائية مستدامة تربط بين التعليم والصحة كأساس لبيئة تعليمية سليمة.

من جهتها، أشارت الآنسة حسناء مصري إلى أن مثل هذه الدورات تمثل خطوة هامة لإعادة تفعيل دور الصحة المدرسية بعد فترة من الإهمال، مؤكدة على أهمية المتابعة الميدانية بعد انتهاء التدريب، حيث أن التنظير وحده لا يكفي إذا لم تترجم الخطط إلى ممارسات فعلية داخل الصفوف وبين الطلاب.

أما أسعد طحان، وهو والد طالب في إحدى مدارس حي صلاح الدين، فقد اعتبر أن المشكلة لا تكمن فقط في ضعف التدريب، بل في غياب الرقابة اليومية داخل المدارس، مشيرًا إلى أن العديد من المدارس ما تزال تمثل "بيئة حاضنة للقمل"، نتيجة الاكتظاظ وقلة النظافة وضعف المتابعة الصحية المنتظمة.

جهود وزارة التربية والتعليم

في سياق متصل، كانت وزارة التربية والتعليم قد أصدرت في 28 تشرين الأول الماضي تعميمًا إلى مديرياتها في المحافظات، شددت فيه على ضرورة ضمان صحة الطلاب والعاملين في المؤسسات التربوية، وتوفير بيئة تعليمية آمنة ونظيفة.

ودعت الوزارة، عبر صفحتها في "فيسبوك"، إلى مراقبة وفحص خزانات مياه الشرب في جميع المدارس، والتأكد من نظافتها وتعقيمها بشكل دوري وفق المواصفات المعتمدة، واستبدال المهترئ منها. كما شملت التوصيات صيانة الحمامات وتوفير مستلزماتها الأساسية، إلى جانب مراقبة الندوات المدرسية والتأكد من التزامها بمعايير الصحة العامة فيما يتعلق بالمأكولات والمشروبات المعروضة، تحت طائلة المساءلة القانونية والإدارية عند المخالفة.

وكلفت الوزارة مديري المدارس بتقديم تقرير مفصل إلى مديرياتهم خلال أسبوع واحد من تاريخ التعميم، يتضمن الإجراءات المتخذة ومدى الالتزام بتنفيذ التعليمات الصحية.

“التربية” تصدر تعليمات لضمان صحة الطلبة بالمدارس
مشاركة المقال: