في مشهد مؤثر داخل قاعة المحكمة، تقدمت طفلة صغيرة تبلغ من العمر عامًا واحدًا نحو والدها، سمير ك.، رجل الأعمال الألماني من أصل صربي (34 عامًا)، الذي لم تره منذ فترة طويلة بسبب حبسه الاحتياطي منذ نيسان الماضي. بدأت محاكمة سمير يوم الجمعة أمام المحكمة الإقليمية في فرانكفورت بتهمة الاحتيال والاحتيال في المساعدات الحكومية المتعلقة بقرض طارئ حصل عليه خلال جائحة كورونا.
في 11 كانون الثاني 2021، تقدم سمير، بصفته مديرًا لشركة في مانهايم، بطلب للحصول على "قرض كورونا السريع" من بنك KfW بقيمة 450 ألف يورو عبر بنك "شباركاسه". تمت الموافقة على الطلب في اليوم نفسه، وتم تحويل المبلغ بعد تسعة أيام فقط. ووفقًا للنيابة، كان الهدف المعلن للقرض هو "استثمارات عامة"، إلا أن المتهم كان يخطط لاستخدام المال لأغراض شخصية منذ البداية.
أكد المدعي العام كونستانتين كوخزيك أن المتهم لم يكن ينوي إعادة المبلغ إطلاقًا. لكن سمير أنكر ذلك أمام القضاة، مؤكدًا أنه استثمر جزءًا من المال في شركته، مشيرًا إلى أنه اشترى حافلة صغيرة من نوع "فولكسفاغن" بقيمة 14,200 يورو لنقل العمال إلى مواقع البناء، لكنه لم يتمكن من تذكر تفاصيل تلك المشاريع. ثم اعترف لاحقًا بتحويل ما بين 40 و45 ألف يورو إلى حسابه الشخصي.
التحقيقات أخذت منعطفًا مثيرًا بعد مشاهدة السلطات مقطع فيديو مدته ست ساعات من حفل زفاف فاخر أقامه المتهم في 8 كانون الثاني 2024، حيث ظهر يحتفل برفقة زوجته سينييا وسط رقص وهدايا وأجواء فخمة. غير أن المتهم، عبر محاميه، نفى أن تكون تكاليف الزفاف قد دُفعت من أموال القرض، فيما لا تزال وجهة المبلغ المفقود غير معروفة.
وبحسب معلومات صحيفة "بيلد"، يشتبه المحققون في أن سمير ما يزال يحتفظ بجزء كبير من المال.