من يصنع الطاغية؟ نظرة في جذور الاستبداد وأشكاله المختلفة


هذا الخبر بعنوان "الطاغية.. (2)" نشر أولاً على موقع syriahomenews وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢١ نيسان ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
مالك صقور
سُئلت عن زاويتي الأسبوع الماضي :” الطاغية ” ، ودائماً يتجه السؤال : مَنْ المقصود ؟! ؛ طبعاً ، المقصود هو الطاغية الذي لا يعرف أنه طاغية .. وتمنيت أن يُطرح سؤال مهم : من يصنع الطاغية ؟ كيف يظهر الطاغية ؟ كيف يُسمح للشخص أن يصبح طاغية ؟ هل الخنوع والخضوع وعيشة العبيد هي التي تسمح لهذا الحاكم بأن يصبح طاغية ؟ يترافق مع ذلك القمع ، والسجن ، وكّم الأفواه .. وانعدام الحرية . و. و .
بصراحة ، كان جوابي مختصرأ لبعض الأصدقاء ، قلت : ” مَنْ عرفَ الجهل كان عاقلاً ، ومَنْ جِهلَ ذاته ، كان بذات غيره أجهل “..هذا مايقوله هرمزالحكيم .
وأعود للحديث عن الطاغية ، وكما قلت في الزاوية الماضية ، يطول الحديث عنه . لأن التاريخ يمدنا بسيرة الطغاة قديماً و حديثأً ، وأن عدد الطغاة يفوق بكثير عدد الحكام الذين اتصفوا بالعدل ، وخلدتهم أعمالهم ، لذلك خلدتهم شعوبهم ، وهم قلة .
في كتابه ( الطاغية ) ، خصص الدكتور إمام عبد الفتاح إمام الفصل الثالث لعائلة الطغيان . يمهد المؤلف في حديثه عن هذه العائلة قائلاً :” أفراد هذه العائلة ” غير الكريمة ” ، كثيرون ، إذ يبدو أنها هي التي حكمت فترة طويلة من التاريخ “.
ومن ثم يعود إلى اليونان والطغيان الشرقي .أما عن أفراد عائلة الطغيان فقد صنفهم الأستاذ الدكتور إمام كالتالي :
– أولاً: الطغيان .. يقول :
– ثانياً : الأستبداد ظهر مصطلح المستبد أول مرة إبان الحرب الفارسية الهيلينية في القرن الخامس قبل الميلاد . والفيلسوف أرسطوهو الذي أضاء عليه ووضحه وقابل بينه وبين الطغيان ، وقال إنهما ضربان من الحكم يعاملان الرعايا على أنهم عبيد .في القرن السادس عشر قارن ماكيافيللي بين الأستبداد والطغيان ، عندما قارن بين النظام الملكي في أوروبا ، والطغيان الشرقي في الأمبراطورية العثمانية .
– ثالثاً : الدكتاتورية ظهر مصطلح الدكتاتور أول مرة في عصر الجمهورية الرومانية ، يتمتع هذا الحاكم بسلطات استثنائية ، وتخضع له الدولة ، والجيش . وكان الدكتاتور يُختار من طبقة الأشراف لمدة محددة . لكن مصطلح ” الدكتاتورية ” في الاستخدام الحديث الذي يعني النظام الحكومي الذي يتولى فيه شخص واحد جميع السلطات ، ويُملي أوامره وقراراته السياسية ، وما على الشعب سوى الخضوع والطاعة . ويعتبر موريس دوفرجيه في كتابه ” في الدكتاتورية “أن الوباء الأكبر لانتشار النظم الدكتاتورية فقد ولد مع الثورة الفرنسية عام 1789 و لا تزال امتداداته حتى اليوم . ومما يجب ذكره هنا ، أن كارل ماركس أطلق هذا المصطلح على الطبقة العاملة ” دكتاتورية البروليتاريا “، أي حكم الطبقة العاملة المضطَهَدَة ، بدلا من حكم الدكتاتور الفرد .
– رابعاً : الشمولية وتعني الشمولية مذهب السلطة الجامعة ..وهو شكل من أشكال التنظيم السياسي يقوم على إذابة جميع الأفراد والمؤسسات والجماعات عن طريق العنف والإرهاب ، ويمثل هذا الكل حاكم واحد يجمع في يديه كل السلطات ، يطلق عليه ” القائد ” أو ” الزعيم ” .
– خامساً : السلطة المطلقة يعني مصطلح ” السلطة المطلقة “- الحكومة المطلقة .نظرياً وعملياً ، إو الحكومة التي لا يحدها حد من داخلها . والسلطة المطلقة تشبه الشمولية ..ومثال ذلك البونابرتية ، والقيصيرية ..
– سادساً : الأوتوقراطية تعني الحاكم الفرد الذي يجمع السلطة في يده ويمارسها على نحو تعسفي . وقد يكون هناك دستور ، وقد تكون هناك قوانين تبدو في الظاهر أنها تحد سلطة الحاكم أو ترشده ، غير أن الواقع أن الحاكم يقدر أن يبطلها إذا شاء أو يحطمها بإراداته .. مثلاً : حكام أباطرة الرومان في العهد البيزنطي .. قياصرة روسيا قبل الثورة الشيوعية ، وحكم ستالين بعد الثورة .
ويسأل أ. د. إمام عبد الفتاح إمام : ” أما كيف يمكن أن نتخلص من حكم الطاغية ؟ يجيب : ” فلا سبيل أمامنا سوى حل واحد هو أن نفعل ما فعل الغرب ، فنفر منه إلى الحكم الديمقراطي ، ونتمسك به ونحرص عليه .. ولابد أن نكون على يقين من أن الديمقراطية ممارسة ، وأنها تجربة إنسانية تصحح نفسها بنفسها ، وبالتالي لا بد أن نتوقع ظهور أخطاء في بداية المسيرة ، لكن ذلك لا يصح أن يقلقنا ، وليكن شعارنا : إن أفضل علاج لأخطاء الديمقراطية هو المزيد من الديمقراطية ” .
فما رأيكم دام فضلكم .. (موقع أخبار سوريا الوطن-١)
سوريا محلي
سوريا محلي
سياسة
سياسة