كشف رئيس مركز التنبؤ المركزي في المديرية العامة للأرصاد الجوية، التابع لوزارة الطوارئ وإدارة الكوارث السورية، شادي جاويش، عن توقعات الطقس خلال فصل الشتاء المقبل في سوريا. وأشار إلى أن الشتاء سيكون دافئًا بشكل عام، مع فترات محدودة من البرودة نتيجة مرور كتل هوائية، حيث ستكون درجات الحرارة حول معدلاتها أو أعلى منها.
وفي حديث إلى عنب بلدي اليوم، الثلاثاء 4 من تشرين الثاني، أوضح جاويش أن هذا الأسبوع يعتبر الأخير الذي يشهد درجات حرارة معتدلة، حيث من المتوقع أن تبدأ الأجواء الباردة في الأسبوع الثاني من تشرين الثاني الحالي. وأضاف أنه سيتم ملاحظة انخفاض واضح في درجات الحرارة بين بداية الأسبوع الحالي ونهاية الأسبوع المقبل، مشيرًا إلى أن درجة الحرارة العظمى سجلت في 2 من تشرين الثاني 30 درجة مئوية، ومن المتوقع أن تنخفض إلى حوالي 20 درجة في نهاية الأسبوع المقبل.
وفيما يتعلق بالهطولات المطرية، ذكر الراصد الجوي أن هناك فرصة قريبة لهطول الأمطار خلال الأسبوع الثاني من تشرين الثاني الحالي، بالإضافة إلى فرصة أخرى في الأسبوع الرابع منه. وأضاف أن الهطولات خلال بداية ومنتصف الأسبوع المقبل ستكون على المناطق الساحلية، ثم ستمتد تدريجيًا لتشمل بعض المناطق الداخلية.
وأشار جاويش إلى أنه من المتوقع أن تكون معدلات الهطول المطري في الشتاء أفضل من أشهر الخريف، حيث من المتوقع أن يتأخر الهطول ليتركز خلال شهري كانون الأول والثاني المقبلين. كما توقع وجود فرصة لهطولات ثلجية في نهاية الشتاء وبداية فصل الربيع، خلال شهري شباط وآذار.
وحول الهطولات المطرية لهذا الموسم، أوضح جاويش أن الكميات المسجلة حتى الآن ضعيفة، حتى في المناطق الساحلية، حيث لم تتجاوز 7 أو 9% من المعدل خلال شهري أيلول وتشرين الأول الماضيين.
وكان جاويش قد استبعد في وقت سابق حدوث شتاء مبكر في سوريا هذا الموسم من ناحية الحرارة والهطولات، متوقعًا أن يتأخر الموسم المطري نسبيًا في معظم المناطق باستثناء الغربية، وفقًا لما صرح به لعنب بلدي.
من جهته، حذر الراصد الجوي جعفر يوسف، في حديث لعنب بلدي، من كثرة الحالات الشاذة بالنسبة للأمطار خلال الشتاء المقبل، متوقعًا أن تسبب سيولًا ورياحًا شديدة وشواهق مائية.
يذكر أن "تنين بحري" ضرب مدينة بانياس في محافظة طرطوس، مساء الأحد 12 من تشرين الأول الماضي، واقتصرت الأضرار على الخسائر المادية وتحديدًا الزراعية، دون وقوع إصابات بشرية. والشاهقة المائية (waterspout) أو ما يُعرف بالتنين البحري ظاهرة مناخية موجودة، لكن زيادة تكرارها وحدّتها هو المميز خلال السنوات الأخيرة، وذلك نتيجة التغيّر المناخي العالمي الذي أثّر على معظم الظواهر الجوية.
وشهدت سوريا شتاء جافًا لموسم 2024-2025، وُصف بأنه "استثنائي" ولم يحدث منذ نحو سبعة عقود، ما نتج عنه أزمة مياه حادة نتيجة تأثّر معظم الموارد المائية السطحية والجوفية وتراجع مناسيب مخزون السدود، ما انعكس سلبًا على واقع الري وتسبب بأضرار في القطاع الزراعي.