يستعد الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، للقاء الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في البيت الأبيض يوم الاثنين الموافق 10 تشرين الثاني الحالي. صرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفات، خلال إحاطة صحفية اليوم الثلاثاء 4 تشرين الثاني، بأن الرئيس ترامب سيستقبل الرئيس السوري، أحمد الشرع، في البيت الأبيض الاثنين المقبل. وأضافت ليفات: "شهدنا تقدمًا جيدًا لتحقيق السلام تحت قيادة سوريا الجديدة".
أكد مندوب سوريا في الأمم المتحدة، إبراهيم علبي، في مقابلة مع قناة "الإخبارية السورية" أن زيارة الرئيس الشرع إلى البيت الأبيض ستكون "حدثا غير مسبوق ونقلة نوعية في السياق الدبلوماسي".
ويعد هذا اللقاء الثالث بين الشرع وترامب، بعد لقاء سابق في الرياض برعاية الأمير محمد بن سلمان في 14 أيار الماضي، وآخر في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في 25 أيلول الماضي. وتعتبر هذه الزيارة الثانية للرئيس السوري إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بعد مشاركته في أعمال القمة الـ80 للأمم المتحدة في نيويورك.
تُعد هذه أول زيارة لرئيس سوري إلى البيت الأبيض منذ عام 1946، وتمثل خطوة رئيسة في إعادة بناء العلاقات السورية-الأمريكية، بحسب ما أوضحه براك لموقع "أكسيوس" في 1 تشرين الأول الماضي. ومن المتوقع أن يوقع الرئيس الشرع على اتفاقية الانضمام إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية"، الذي تقوده الولايات المتحدة، خلال الزيارة. وتوقع براك عقد جولة خامسة من المفاوضات المباشرة بين إسرائيل وسوريا، بوساطة الولايات المتحدة الأمريكية، بعد زيارة الشرع لواشنطن. وتهدف الولايات المتحدة إلى التوصل إلى اتفاق أمني على الحدود بين البلدين بحلول نهاية عام 2025، وفقًا للمبعوث الأمريكي.
رفع العقوبات
خلال زيارته إلى نيويورك، ركز الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، على المطالبة برفع العقوبات المفروضة على سوريا، سواء في تصريحاته الإعلامية أو خلال كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ80 التي بدأت أعمالها في 22 أيلول. وأشار الشرع في كلمته في 24 أيلول الماضي، إلى أن سوريا استعادت علاقاتها الدولية وأنشأت شراكات إقليمية وعالمية بنشاط دبلوماسي "مكثف"، تُوج برفع معظم العقوبات تدريجيًا عن سوريا. وطالب الرئيس السوري برفع العقوبات بشكل كامل حتى "لا تكون أداة لتكبيل الشعب السوري ومصادرة حريته من جديد".
ما قانون "قيصر"
قانون "قيصر" هو مشروع قانون أقره مجلس النواب الأمريكي في 15 تشرين الثاني 2016، ووقعه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في 21 كانون الأول 2019 (خلال ولايته الأولى). وينص القانون على معاقبة كل من يقدم الدعم للنظام السوري السابق، ويلزم رئيس الولايات المتحدة بفرض عقوبات على الدول الحليفة للأسد المخلوع. ويشمل القانون كل من يقدم الدعم العسكري والمالي والتقني للنظام السابق، من الشركات والأشخاص والدول، حتى روسيا وإيران، ويستهدف كل من يقدم المعونات الخاصة بإعادة الإعمار في سوريا. وتعود تسميته باسم قانون "قيصر" إلى الضابط السوري المنشق عن النظام، فريد المذهان، والذي سرب 55 ألف صورة لـ11 ألف معتقل عام 2014، قُتلوا تحت التعذيب، أكد مكتب التحقيق الفيدرالي (FBI) صحتها، وأثارت الرأي العام العالمي حينها، وعُرضت في مجلس الشيوخ الأمريكي.