الأحد, 16 نوفمبر 2025 06:41 AM

محمد شياع السوداني: من مرشح توافقي إلى قطب سياسي بعد فوز ائتلافه في الانتخابات العراقية

محمد شياع السوداني: من مرشح توافقي إلى قطب سياسي بعد فوز ائتلافه في الانتخابات العراقية

مع فوز ائتلافه في الانتخابات البرلمانية التي جرت يوم الثلاثاء، يواصل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني صعوده السياسي، مسجلاً محطة مهمة في مسيرته وفي تطور القوى الشيعية في العراق.

في البداية، كان يُنظر إلى السوداني (55 عاماً) على أنه شخصية تنفيذية تعتمد على التوافق السياسي.

لكنه الآن يعتبر المهندس السياسي وراء فوز ائتلاف "الإعمار والتنمية" في الانتخابات التي بلغت نسبة المشاركة فيها 56.11 بالمئة.

أعلنت مفوضية الانتخابات يوم الأربعاء أن ائتلاف السوداني حصل على 1.317 مليون صوت، ليصبح الائتلاف الأبرز في المشهد الانتخابي.

تصدر الائتلاف نتائج 9 محافظات، بما في ذلك العاصمة بغداد، مما جعل السوداني قطباً انتخابياً ذا نفوذ حقيقي ومؤثر.

عقب إعلان النتائج الأولية، قال السوداني في خطاب متلفز: "نبارك لكم فوز ائتلافكم بالمرتبة الأولى في انتخابات مجلس النواب".

خلفية أكاديمية

يمتلك السوداني خلفية أكاديمية، حيث يحمل درجتي البكالوريوس في الزراعة والماجستير في إدارة المشاريع، وقد بنى مسيرته على سجل حافل في الإدارة الحكومية.

انتُخب عضواً ثم محافظاً لمحافظة ميسان جنوبي العراق (2005-2010)، حيث اكتسب خبرة مباشرة في الإدارة المحلية والخدمية.

شغل مناصب وزارية ذات طابع خدمي وإنساني، بما في ذلك وزير حقوق الإنسان ووزير العمل والشؤون الاجتماعية، بالإضافة إلى مناصب بالوكالة لوزارات حيوية مثل الهجرة والصناعة.

على مستوى التمثيل النيابي، فاز السوداني بمقعد نيابي لثلاث دورات متتالية (2014، 2018، 2021) عن ائتلاف "دولة القانون".

في نهاية عام 2019، أعلن استقالته من "حزب الدعوة" وأطلق "تيار الفراتين"، ليبدأ مساراً جديداً نحو الاستقلالية السياسية.

ومع انسحاب التيار الصدري من العملية السياسية في عام 2022، عاد بقوة مرشحاً لقيادة حكومة "الإطار التنسيقي"، ليحظى بثقة الأطراف الشيعية الرئيسية ومراكز القرار الإقليمي.

غطاء شعبي

منذ توليه رئاسة الوزراء في أكتوبر/تشرين الأول 2022، تميزت فترة السوداني بالتركيز على الملفات التنفيذية والخدمية.

حقق إنجازات بارزة، أهمها تحقيق استقرار مالي واقتصادي، حيث نجح في إدارة فائض الإيرادات النفطية بفاعلية، ووضع خططاً لتعزيز سعر صرف الدينار العراقي.

كما أطلق مشاريع كبرى في قطاعات البنية التحتية والكهرباء والمشاريع الاستثمارية، مما انعكس على تحسن ملحوظ في الخدمات العامة وتفعيل الحركة العمرانية في المحافظات.

على المستوى الخارجي، عمل على ترسيخ التوازن في علاقات العراق الإقليمية والدولية، مع محاولة تعزيز دور بغداد كوسيط إقليمي.

يُنظر إلى السوداني كشخصية تتمتع بالنزاهة والقدرة الإدارية العالية، ويمنحه فوز ائتلافه غطاءً شعبياً واسعاً وقوة تفاوضية كبيرة.

الحكومة المقبلة

بهذا الأداء خلال سنوات حكمه، انتقل السوداني من "مرشح توافقي" إلى "قطب سياسي" يمتلك أوراق ضغط انتخابية حقيقية.

أصبح لاعباً محورياً في تشكيل الحكومات المحلية، ومنافساً رئيسياً على ولاية ثانية في رئاسة الوزراء، على الرغم من التنافس المتوقع مع ائتلاف "دولة القانون" بزعامة نوري المالكي.

وفقاً للنتائج الأولية التي أعلنتها مفوضية الانتخابات، حصل ائتلاف "الإعمار والتنمية" على المرتبة الأولى في بغداد بـ 411 ألفاً و 26 صوتاً.

بينما جاء حزب "تقدم" برئاسة محمد الحلبوسي في المركز الثاني بحصوله على 284 ألفاً و 35 صوتاً، وحل "ائتلاف دولة القانون" ثالثاً بـ 228 ألفاً و 103 أصوات.

من المتوقع إعلان النتائج النهائية بعد الانتهاء من فحص أي طعون خلال الأيام المقبلة.

إجمالاً، قالت مصادر مقربة من ائتلاف "الإعمار والتنمية" إنه أصبح "الأكبر"، مع عدد مقاعد قد يصل إلى 50، مما يمنح السوداني الأفضلية في التفاوض لتشكيل الحكومة المقبلة، بحسب النتائج الأولية.

في العراق، لا يستطيع حزب بمفرده تشكيل حكومة في مجلس النواب المؤلف من 329 عضواً.

وهو وضع يدفع الأحزاب إلى بناء تحالفات لتشكيل حكومة، في عملية عادة ما تستغرق شهوراً.

جرت العادة أن يكون رئيس الوزراء شيعياً ورئيس الجمهورية كردياً، ورئيس مجلس النواب سنياً، وفقاً لنظام محاصصة بين القوى السياسية النافذة.

مشاركة المقال: