الجمعة, 14 نوفمبر 2025 01:19 AM

تعديل برنامج تزويد المياه يثير استياء سكان برزة في دمشق

تعديل برنامج تزويد المياه يثير استياء سكان برزة في دمشق

تشهد منطقتا مساكن برزة وبرزة البلد موجة من الاعتراضات المتزايدة على خلفية قرار صدر قبل ثلاثة أيام بتعديل جدول تزويد المياه. يقضي القرار الجديد بضخ المياه في أيام الجمعة والسبت والثلاثاء والأربعاء فقط، وذلك خلال ساعات الليل الممتدة من الساعة 11 مساءً حتى الساعة 8 صباحًا، الأمر الذي أدى إلى تفاقم الأعباء المعيشية على السكان.

يتزامن هذا القرار مع ظروف معيشية صعبة، حيث يعتمد الأهالي بشكل كبير على فترات التزويد المحدودة لتلبية احتياجاتهم اليومية. وقد أدى حصر الضخ في ساعات الليل إلى صعوبات جمة بالنسبة للعديد من الأسر، خاصة في ظل عدم انتظام برنامج الكهرباء وتعارضه مع توقيت ضخ المياه، مما يجعل الوصول إلى الخزانات، خاصة في الطوابق العليا، مهمة صعبة.

وفي حديثها إلى “سوريا 24”، أوضحت أم محمد من مساكن برزة أن التعديل الأخير “أدى إلى انقطاع متتالٍ يستمر يومين كاملين، وهو ما يعرّض الأسر لمعاناة حقيقية في تدبير شؤونها المنزلية، نظرًا إلى اعتماد أغلب الأهالي على تخزين محدود لا يكفي سوى ليوم واحد”، مؤكدة أن توقيت الضخ الليلي “يُلزم الأسر بالبقاء مستيقظة حتى ساعات الفجر لتأمين حاجاتها الأساسية”.

من جهته، أوضح أبو موسى، أحد سكان برزة البلد، لـ”سوريا 24” أن “تحديد الضخ ليلًا فقط يجعل الاستفادة منه مرهونة بالقدرة على البقاء مستيقظين، وهو أمر بالغ الصعوبة، ولا سيما في ظل ضعف الضخ أحيانًا، ما يتطلّب ساعات طويلة لرفع المياه إلى الخزانات”، معتبرًا أن الضخ الليلي “يضع عبئًا زائدًا على الأسر التي تفتقر إلى خزانات واسعة أو مضخات قوية”.

وأشار أحمد، من سكان الحي، في حديثه إلى “سوريا 24” إلى “مشكلة تزامن الضخ مع فترات غياب الكهرباء”، مبينًا أن “الكهرباء لا تتوفر في الأيام المخصّصة للضخ إلا لساعتين فقط، وهو ما يعوق تشغيل المضخات اللازمة لرفع المياه إلى الطوابق العليا”، مؤكدًا أن هذه المشكلة “تتكرر دون حلول واضحة، على الرغم من اعتماد معظم الأبنية على أنظمة ضخ عمودية”.

وتعتبر شريحة الموظفين الأكثر تضررًا من التعديل الجديد، حيث يجدون أنفسهم مضطرين للسهر طوال الليل لتعبئة الخزانات، ثم التوجه إلى أعمالهم منهكين في صباح اليوم التالي. ويقول جعفر، وهو موظف ومن سكان الحي، لـ”سوريا 24” إن “العمل لساعات طويلة عقب ليلة بلا نوم أصبح مرهقًا بدرجة كبيرة، ما دفع البعض إلى استخدام إجازات اضطرارية بعد ليالي الضخ”.

تتفاقم المشكلة مع ارتفاع الكثافة السكانية في مساكن برزة وبرزة البلد، بالإضافة إلى الاعتماد شبه الكامل على خزانات صغيرة، مما يجعل أي خلل في جدول الضخ أو الكهرباء كفيلًا بترك العائلات دون مياه لمدة تزيد على يومين.

يرى الأهالي أن حل المشكلة يتطلب إعادة النظر في التوقيت، وتوفير ساعات ضخ نهارية، وتنسيقًا فعليًا مع برنامج الكهرباء، بالإضافة إلى تثبيت جدول واضح ومستقر يراعي طبيعة المنطقة واحتياجاتها. كما يأملون إصدار توضيح رسمي يبيّن أسباب التعديل وإمكانية تعديله بما ينسجم مع واقع برزة، التي تعيش واحدة من أكثر الفترات صعوبة في تأمين المياه.

بين مطالب الأهالي والظروف التشغيلية المعلنة، تبقى مساكن برزة وبرزة البلد بانتظار خطوات عملية تخفف من حدة معاناتهم اليومية، وتضمن حقهم في الحصول على مياه تتيح لهم إدارة حياتهم دون سهر، أو انقطاع طويل، أو إرهاق يتكرر أسبوعًا بعد آخر.

مشاركة المقال: