الجمعة, 14 نوفمبر 2025 05:17 AM

تقرير أمني يكشف: ارتفاع حاد في جرائم العنف بين الشباب السوري في ولاية ألمانية واستخدام السكاكين يثير القلق

تقرير أمني يكشف: ارتفاع حاد في جرائم العنف بين الشباب السوري في ولاية ألمانية واستخدام السكاكين يثير القلق

كشف تقرير أمني صادر عن الشرطة الجنائية في ولاية شمال الراين-فستفاليا (NRW) عن ارتفاع مقلق في عدد المشتبه بهم السوريين المتورطين في جرائم العنف خلال العقد الماضي، خاصة بين الشباب. وأشار التقرير إلى تزايد استخدام السكاكين في هذه الاعتداءات.

وفقًا للتحليل الهيكلي الذي أعده مكتب الشرطة الجنائية في الولاية (LKA) بالتعاون مع مشروع «إيفرات – Euphrat» والهيئة الأمنية المشتركة SiKo Ruhr، تضاعف عدد المشتبه بهم السوريين خمس مرات منذ عام 2015. ففي ذلك العام، سجلت الشرطة حوالي 3,400 مشتبه به سوري، بينما قفز هذا الرقم إلى حوالي 17,000 في عام 2024.

في المقابل، زاد عدد السوريين المقيمين في الولاية من 84 ألفًا إلى حوالي 288 ألفًا خلال الفترة نفسها. ورغم أن الزيادة السكانية تفسر جزءًا من هذا الارتفاع، إلا أن التقرير وصف الأرقام بأنها "مقلقة للغاية" حتى بعد أخذ النمو السكاني في الاعتبار.

أوضح التقرير أن معظم الجرائم تُرتكب بشكل فردي أو في مجموعات صغيرة غير منظمة، وتشمل بشكل أساسي العنف الجسدي والسرقة والابتزاز. وتمثل جرائم العنف حوالي 38٪ من إجمالي الجرائم المنسوبة إلى السوريين، وهي نسبة أعلى بكثير من المعدلات المسجلة لدى الجنسيات الأخرى.

أشار وزير داخلية الولاية، هربرت رويل (CDU)، إلى أن العديد من هؤلاء الشبان يحملون السكاكين بشكل دائم، معتبرًا أن حمل السكين في الحقيبة أمر طبيعي عند الخروج مع الأصدقاء، و"جاهز دائمًا للاستخدام".

وكشفت التحليلات أن سلوك العنف المفرط يظهر أحيانًا حتى لدى الأطفال والمراهقين السوريين أو من أصول سورية، حيث يصف الخبراء هذا السلوك بأنه "جزء من الهوية الاجتماعية" لدى بعض الشباب، ويرتبط بما عايشوه من ثقافة الحرب في سوريا.

على الرغم من أن التقرير لم يثبت وجود شبكات إجرامية منظمة أو "عصابات عائلية" سورية بالمعنى التقليدي حتى الآن، إلا أنه حذر من احتمال تطور مثل هذه البنى في المستقبل إذا لم تتخذ إجراءات وقائية وتربوية مبكرة.

دعا الوزير رويل إلى ترحيل المجرمين المدانين إلى سوريا، مؤكدًا على ضرورة أن تكون ألمانيا قادرة على الدفاع عن نفسها. وأضاف أن الترحيل وحده لن يحل المشكلة، مشددًا على أهمية العمل التربوي والثقافي المبكر وغرس القيم في المدارس والمجتمع.

يذكر أن هذه الدراسة جاءت بعد سلسلة اشتباكات عنيفة بين شبان سوريين ولبنانيين في مدينتي إيسن وكاستروب-راوكسل في صيف عام 2023، مما أثار جدلاً واسعًا في ألمانيا حول تصاعد العنف داخل بعض فئات اللاجئين الشباب.

مشاركة المقال: