الإثنين, 17 نوفمبر 2025 10:23 PM

بدء أعمال ترميم المسجد الكبير في معرة النعمان: صرح إسلامي وأثري يعود للحياة

بدء أعمال ترميم المسجد الكبير في معرة النعمان: صرح إسلامي وأثري يعود للحياة

أطلقت جمعية "عطاء" للإغاثة الإنسانية، بالتنسيق مع مديرية الأوقاف ودائرة الآثار في معرة النعمان، أعمال ترميم وإعادة تأهيل المسجد الكبير في المدينة. يعتبر هذا المسجد أحد أبرز المعالم الأثرية في محافظة إدلب، ويحظى بأهمية تاريخية كبيرة.

أوضح أحمد هاشم، المسؤول في جمعية "عطاء"، أن مسجد معرة النعمان الكبير يمثل قيمة إنسانية كبيرة للشعب السوري وللمسلمين على وجه الخصوص. وأشار إلى أن ترميم المعالم الأثرية والتاريخية في سوريا يندرج ضمن أولويات الجمعية، مع إيلاء مسجد معرة النعمان أهمية خاصة.

وأضاف هاشم: "بالتنسيق مع مديرية الأوقاف ودائرة الآثار، قمنا بتقييم الأضرار التي لحقت بالمسجد ووضعنا خطة ترميم شاملة تمتد لعام كامل. تشمل الخطة إعادة تأهيل المئذنة، المزولة، الميضأة، ساحة المسجد، الباحة، والقباب الداخلية التي تضررت نتيجة قصف النظام البائد. لقد بدأنا بالفعل أعمال الترميم المكثفة ونتطلع إلى تسليم المسجد في الموعد المحدد".

من جانبه، ذكر عبد السلام الحمو، رئيس دائرة آثار معرة النعمان، أن المسجد كان في الأصل معبداً قديماً، ثم تحول إلى كنيسة في العصر البيزنطي، قبل أن يصبح مسجداً في الفترة الأموية ويأخذ شكله الحالي في العصر العباسي.

وأشار الحمو إلى أن المسجد تعرض لحرائق في عهد الإمبراطور نقفور الثاني فوكاس عام 969 ميلادي، ثم خضع لعمليات ترميم متتالية في العصور المملوكية والأيوبية والعثمانية. وفي العصر الحديث، تعرض لضربات صاروخية أدت إلى دمار واسع في المئذنة والساحة والحرم. وأكد أن دائرة الآثار والمتاحف تعمل بالتعاون مع مديرية الأوقاف وجمعية عطاء على إعادة ترميم وتأهيل المسجد للحفاظ عليه كصرح حضاري ومركز إشعاع تاريخي وإسلامي في المنطقة.

يهدف هذا المشروع إلى الحفاظ على التراث السوري وإحياء الهوية الثقافية والتاريخية لمعرة النعمان، المدينة التي يمثل مسجدها الكبير رمزاً لعراقتها وامتدادها الحضاري عبر العصور.

مشاركة المقال: