الثلاثاء, 18 نوفمبر 2025 01:19 AM

التحول الرقمي في سوريا: ضرورة استراتيجية لبناء اقتصاد المستقبل

التحول الرقمي في سوريا: ضرورة استراتيجية لبناء اقتصاد المستقبل

أكد خبراء أن التحول الرقمي في سوريا لم يعد مجرد خيار تكنولوجي أو ترفيهي، بل أصبح ضرورة استراتيجية حتمية لمرحلة إعادة الإعمار وبناء اقتصاد حديث قادر على المنافسة.

أوضح الدكتور عبد المعين حسان مفتاح، الخبير والاستشاري في الإدارة والاقتصاد وإعادة هيكلة الشركات، في تصريح خاص لـ "الوطن"، أن البيانات الأخيرة التي تشير إلى تجاوز عدد مستخدمي الإنترنت في سوريا حاجز 9 ملايين مستخدم، تمثل نقطة انطلاق هامة نحو اقتصاد رقمي فعال. وأشار إلى أن هذه القاعدة الواسعة من المستخدمين يمكن تحويلها إلى قوة اقتصادية حقيقية من خلال الاستثمار المنهجي.

وأضاف الدكتور مفتاح أن التحول الرقمي يساهم في تمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة، التي بدأت بالفعل في استخدام المنصات الرقمية مثل واتساب وانستغرام لعرض منتجاتها وتقليل تكاليف التشغيل وتوسيع نطاق الوصول إلى الزبائن. وأكد أن هذه النقلة تمنح أصحاب الأعمال وقتاً للإبداع وتطوير المنتجات، بدلاً من إضاعة الوقت في الأساليب التقليدية، مما يحدث فرقاً واضحاً في سلوك السوق السورية.

وفيما يتعلق بالبنية التحتية، تطرق الدكتور مفتاح إلى مشروع «برق نت» الذي أعلنت عنه وزارة الاتصالات لتوسيع شبكة الألياف الضوئية، معتبراً إياه خطوة ضرورية للأعمال الرقمية والتعليم والخدمات الحكومية. وأشار إلى أنه إذا تحقق الوعد بوصول المشروع إلى 85% من المنازل والمؤسسات خلال عامين، فسنشهد نقلة نوعية في جودة الإنترنت، مما يخلق بيئة عمل مناسبة لنمو الشركات التقنية والخدمات الرقمية.

ورغم التفاؤل، حذر الدكتور مفتاح من التحديات التي قد تضعف مسار التحول الرقمي، مثل غياب التشريعات الواضحة لحماية بيانات المستخدمين، وضعف الأمن السيبراني، والانقطاعات المتكررة في الإنترنت، مؤكداً أن هذه العوامل قد تؤثر سلباً في ثقة المواطنين والشركات بالخدمات الرقمية.

واختتم حديثه بالتأكيد على أن بناء اقتصاد رقمي حديث يتطلب تكاملاً بين البنية التحتية، والدعم الفني والمالي للشركات الصغيرة، وإطاراً قانونياً يحمي المستخدم والمستثمر على حد سواء، معتبراً التحول الرقمي جسراً حقيقياً بين إعادة الإعمار ومستقبل اقتصادي أكثر مرونة وكفاءة، وفرصة يجب اغتنامها الآن.

هناء غانم

مشاركة المقال: