يتابع وزير الثقافة محمد ياسين الصالح عن كثب التحقيقات الجارية في حادثة السرقة التي طالت إحدى قاعات المتحف الوطني بدمشق قبل أيام. وقد وجّه الوزير منذ اللحظات الأولى بعد اكتشاف الحادثة بإخلاء الموقع بالكامل لتسهيل عمل وزارة الداخلية وفرق التحقيق المختصة، ومنع أي تغيير في المكان أو العبث بمواصفاته.
قام الوزير بجولة تفقدية في المتحف، والتقى بالموظفين المسؤولين عن إدارة القاعات، بحضور معاونيه ومدير عام مديرية الآثار والمتاحف أنس حج زيدان ومديري وموظفي المتحف والمشرفين على القاعات المختلفة.
بالإضافة إلى الجهود المكثفة التي تبذلها وزارة الداخلية والتحقيقات التي تجريها اللجنة الاختصاصية المشكلة، استعان وزير الثقافة بخبرات تكنولوجية سورية مستقلة ذات كفاءة عالية للمساعدة في توفير أكبر قدر ممكن من الأدلة التي قادت إلى معلومات ساهمت في الكشف عن تفاصيل السرقة. وتأمل وزارة الثقافة أن تفضي التحقيقات إلى القبض على الجناة واستعادة المسروقات في أسرع وقت ممكن.
يذكر أن تقريراً لمؤسسة "جيردا هنكل" أشار إلى أن أكثر من 40 ألف قطعة أثرية نُهبت من المتاحف والمواقع الأثرية خلال السنوات الماضية على يد الميليشيات التابعة لنظام الأسد وتنظيم داعش الإرهابي. ولمواجهة ذلك، تطبق الوزارة برنامجاً مستمراً لاستعادة الآثار السورية المنهوبة بالتعاون مع الإنتربول. وكانت مديرية الآثار في مدينة إدلب قد أعلنت عزمها استعادة الآثار المنهوبة من متحف إدلب والمواقع الأخرى، بالتنسيق مع الشرطة الجنائية الدولية.
تخضع جميع فروع المتحف في المحافظات السورية لعمليات ترميم وإعادة تأهيل شاملة، بما في ذلك بنيتها التحتية ومنظوماتها الأمنية، بالإضافة إلى إعادة الحياة لعمليات التنقيب والتعاون مع البعثات التنقيبية الدولية. فقد عادت أعمال التنقيب في موقع "أوغاريت" الأثري شمالي اللاذقية بعد توقف دام 14 عاماً، ويدير البعثة المشتركة من جامعة بافيا الإيطالية ومديرية الآثار أستاذ علم الآثار وفن الشرق الأدنى القديم لورينزو دالفونسو، بمشاركة فريق من الأكاديميين الإيطاليين والأتراك.
تعرضت قاعة الكلاسيك في المتحف الوطني في دمشق للاقتحام ليل الإثنين الماضي، حيث تم كسر بعض الخزائن الزجاجية وسرقة ستة تماثيل ثمينة صغيرة من الجص والرخام والمرمر يتراوح ارتفاعها بين 23 و 40 سنتيمتراً. وقد أعلنت وزارة الثقافة عن مواصفاتها في تعميم رسمي، مهيبة بالمواطنين الإخبار عنها في حال مشاهدتها أو معرفة أي معلومات قد تساعد في تعقبها وملاحقة الفاعلين. كما باشرت لجنة تطوير النموذج الأمني عمليات جرد للموجودات الأثرية للتأكد من عدم فقدان أي قطع بعد اتخاذ حزمة من الإجراءات الفورية لضمان سلامة المقتنيات وتدعيم منظومة الحماية والمراقبة داخل المتحف.
الوطن