دمشق – نورث برس
تنطلق غداً الأربعاء، أمام المحكمة الإقليمية العليا في كوبلنز الألمانية، فصول محاكمة جديدة تهدف إلى تسليط الضوء على الفظائع التي ارتُكبت في عهد النظام السوري السابق. ستركز المحكمة على قضية الحصار والتجويع الممنهج الذي فُرض على مخيم اليرموك في دمشق.
وكان الادعاء العام الاتحادي الألماني قد وجّه اتهامات لخمسة أشخاص، استناداً إلى مبدأ الولاية القضائية العالمية، للاشتباه في ارتكابهم جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب. ويخضع حالياً أربعة متهمين للمحاكمة، يُعتقد أنهم أعضاء في ميليشيا حركة فلسطين الحرة، بالإضافة إلى عميل مزعوم للمخابرات السورية. وتشمل التهم الموجهة إليهم القتل، والقتل العمد، والتعذيب، والحرمان من الحرية، واستخدام أساليب حرب محظورة.
وتعود جذور هذه الاتهامات إلى تورطهم في قمع مظاهرة سلمية مناهضة للنظام السوري السابق في 13 تموز/يوليو 2012.
وفي هذا السياق، صرحت رهام هواش، المديرة الإقليمية لبرنامج اليرموك وسوريا في المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان، قائلة: "لم يُكتب تاريخ اليرموك لأن من كان قادراً على روايته تعرّض للتعذيب أو التجويع أو القتل أو أُجبر على الفرار". وأردفت: "هذه المحاكمة محاولة لسد هذه الفجوة والتأكيد أن اليرموك لم يكن ضرراً جانبياً، بل مشروع تدمير".
من جهته، أكد أندرياس شولر، المدير المشارك لبرنامج الجرائم الدولية والمساءلة في المركز، أن "هذه القضية خطوة جوهرية لمعالجة الحرب التي شُنّت على مناطق بأكملها، إنها تُشكّل جانباً مهماً من الانتقال نحو سوريا جديدة، عبر مواجهة جرائم الماضي".
تحرير: عبدالسلام خوجة