الثلاثاء, 18 نوفمبر 2025 12:46 PM

تصاعد التوتر في الجنوب السوري: تحركات روسية لمواجهة التوغلات الإسرائيلية ومخاوف من الاستيطان في الجولان

تصاعد التوتر في الجنوب السوري: تحركات روسية لمواجهة التوغلات الإسرائيلية ومخاوف من الاستيطان في الجولان

يشهد جنوب سوريا تطورات متسارعة تعكس تعقيد الأوضاع، حيث تتصاعد التحركات العسكرية والدبلوماسية، بما في ذلك تعزيز التعاون بين دمشق وموسكو، والاختراقات المتكررة من قبل القوات الإسرائيلية، بالإضافة إلى مفاوضات أمنية متوقفة. وتشير تقارير أممية إلى استمرار سياسات الاستيطان الإسرائيلية في الجولان السوري المحتل.

في هذا السياق، قام وفد مشترك من وزارتي الدفاع في سوريا وروسيا بجولة ميدانية يوم الاثنين 17 نوفمبر، شملت عدة نقاط ومواقع عسكرية في الجنوب السوري. ووفقًا لبيان رسمي صادر عن الدفاع السورية، هدفت الجولة إلى "الاطلاع على الواقع الميداني ضمن إطار التعاون القائم بين الجانبين".

وقد سبقت هذه الجولة اجتماعات مكثفة في دمشق، حيث استقبل وزير الدفاع السوري، اللواء مرهف أبو قصرة، يوم الأحد، وفداً عسكرياً روسياً رفيع المستوى برئاسة نائب وزير الدفاع الروسي، يونس بيك يفكيروف. تناول اللقاء بحث مجالات التعاون العسكري وتعزيز آليات التنسيق بين البلدين.

وكان وفد عسكري سوري رفيع قد زار موسكو في وقت سابق من هذا الشهر لتطوير آليات التنسيق بين وزارتي الدفاع. وتشير التقديرات إلى أن هذه التحركات تأتي في إطار تنفيذ التفاهمات بين القيادة السورية والروسية، بهدف الحد من ذرائع إسرائيل، التي سيطرت على مناطق واسعة في الجنوب، وتعزيز الوجود العسكري السوري في المناطق المتوترة.

توغلات إسرائيلية ورفض للانسحاب

لم تمنع هذه التحضيرات الدبلوماسية القوات الإسرائيلية من مواصلة توغلاتها في ريف القنيطرة. وأفادت تقارير عن توغل دوريات إسرائيلية في قرى الصمدانية الشرقية والغربية والعجرف، بالإضافة إلى أم العظام وخان أرنبة وصيدا الجولان. وترافق هذه التوغلات أحياناً عمليات اعتقال للمواطنين، كما حدث في خان أرنبة حيث اعتقلت قوات الاحتلال أربعة مواطنين.

وعلى الصعيد السياسي، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن قوات الاحتلال "ستبقى في جبل الشيخ والمنطقة العازلة في الجولان"، معتبراً أنها تتيح لإسرائيل مراقبة واسعة وتمنع تهريب الأسلحة. في المقابل، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن المفاوضات الأمنية مع دمشق "وصلت إلى طريق مسدود".

وذكرت قناة "كان" أن الاحتلال رفض الانسحاب من المناطق التي احتلها في جنوب سوريا إلا مقابل توقيع اتفاقية سلام كاملة، وهو ما يبدو بعيد المنال في الوقت الحالي.

في سياق متصل، حذرت اللجنة الأممية المعنية بالتحقيق في ممارسات الاحتلال الإسرائيلي من أن إسرائيل "تسعى إلى مضاعفة عدد المستوطنين في الجولان السوري المحتل" في محاولة لفرض وقائع جديدة على الأرض، معتبرة أن هذه السياسات تمثل "تصعيداً خطيراً" يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.

الدور الأمريكي

تجري هذه التطورات في ظل مفاوضات أمنية غير مباشرة بين سوريا وإسرائيل، برعاية واشنطن، في محاولة للوصول إلى تفاهمات تحد من وتيرة التصعيد. إلا أن هذه المفاوضات لم تحقق نتائج ملموسة حتى الآن، خاصة فيما يتعلق بانسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب السوري والضمانات التي تطالب بها إسرائيل.

ووفقاً للتقديرات، تبدي إسرائيل "قلقاً متزايداً من توسع الدور التركي في الساحة السورية"، وتخشى أن يؤدي هذا الدور إلى ترسيخ نفوذ تركي طويل الأمد في المناطق القريبة من الحدود.

من جهته، أوضح الرئيس السوري أحمد الشرع أن علاقة بلاده مع موسكو "تقوم على المصالح المشتركة"، معتبراً أن دمشق "بحاجة إلى روسيا كونها عضواً دائماً في مجلس الأمن". كما استبعد الشرع انضمام سوريا لاتفاقيات "أبراهام" للتطبيع مع إسرائيل، معرباً عن أمله في مساعدة إدارة ترامب للتوصل إلى اتفاق أمني مع تل أبيب أو العودة لاتفاق 1974.

مشاركة المقال: