الجمعة, 21 نوفمبر 2025 02:31 PM

عطشان بريف حماة: دمار البنية التحتية يعيق عودة الأهالي رغم التحديات

عطشان بريف حماة: دمار البنية التحتية يعيق عودة الأهالي رغم التحديات

حماة-سانا: وسط الدمار الذي لحق بالبنية التحتية وغياب شبه كامل للخدمات الأساسية نتيجة للأعمال التي شهدتها المنطقة، عادت مئات الأسر إلى بلدة عطشان في ريف حماة الشمالي، ليواجهوا ظروفاً معيشية صعبة، تسعى الجهات المعنية جاهدة لتذليلها بالتعاون مع الأهالي.

تعكس معاناة بلدة عطشان وغيرها من المناطق في الريف السوري حجم التحديات، حيث تضررت منازل الأهالي بشكل كبير، وتعطلت شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي، بالإضافة إلى الأضرار التي لحقت بالمدارس والمساجد جزئياً أو كلياً، مما يعيق عودة الحياة الطبيعية إلى البلدة.

يقول أحمد الياسين، أحد العائدين من مخيمات الشمال السوري: "الوضع صعب جداً في كل مكان، وقد عدنا إلى منازلنا المدمرة ولكننا نعيش دون خدمات أساسية، والأمل الوحيد هو أن نرى إصلاحاً ولو بسيطاً يسهل حياتنا".

ويضيف أحمد محمد الإسماعيل، الذي عاد منذ أربعة أشهر: "الفرحة بالعودة لا توصف، لكن الحزن على ما حلّ بالبلدة كبير، ونحن نعاني يومياً للحصول على أبسط مقومات الحياة ونحتاج إلى دعم حقيقي لإعادة النهوض بها".

من جهته، أشار مختار بلدة عطشان، حسين عبد الكريم شاهين، إلى أن البلدة تعرضت للقصف ونسبة الضرر فيها تجاوزت 95 بالمئة، وأن الأهالي يعتمدون على المواسم الزراعية وليست لديهم القدرة على ترميم منازلهم المدمرة، وهم بحاجة ماسة إلى الدعم.

وأوضح شاهين أن قسماً كبيراً من الأهالي عادوا بعد تحرير سوريا إلى بلدتهم عطشان، لكنهم صدموا بالواقع المدمر والافتقار إلى الخدمات، ما دفع البعض للعودة إلى المخيمات، بينما أصر آخرون على البقاء أملاً في تحسين الأوضاع الخدمية.

في ظل هذا الوضع الصعب، تظهر بعض مشاريع الترميم المحدودة، حيث شهدت البلدة إنجاز مشروعين حتى الآن، وفقاً لرئيس مجلس بلدية عطشان، غسان العلي. وأوضح أنه بعد التحرير عملت إحدى المنظمات الإنسانية على ترميم مدرسة عطشان الشرقية التي استوعبت 450 طالباً، ولكن الحاجة إلى المدارس لا تزال كبيرة. أما المشروع الثاني فكان ترميم المسجد من خلال تبرعات أبناء البلدة، وما زال العمل جارياً لإنجازه.

وأكد العلي الحاجة الماسة إلى المزيد من الدعم، مطالباً المنظمات والجهات المعنية بترميم المزيد من المدارس وإعادة تأهيل شبكات الصرف الصحي وتعبيد الطرق. وأشار إلى أن عدد سكان البلدة كان 12 ألف نسمة، وأن عدد العائدين يبلغ 2500 شخص بعد التحرير، ما يدل على أن أغلب السكان لم يتمكنوا من العودة.

يشكل إعادة تأهيل البنية التحتية التحدي الأكبر أمام استقرار الأسر العائدة، حيث أشار عضو مجلس الصلح في البلدة، محمد حسن شاهين، إلى أن سبب عدم عودة الكثير من الأهالي هو الدمار الكبير والافتقار إلى الخدمات الأساسية من كهرباء ومياه ومدارس.

وطالب شاهين المعنيين والمنظمات بدعم البلدة في ترميم البنية التحتية، أملاً في استقرار الأسر العائدة، مؤكداً أن إعادة الإعمار ليست مجرد مشاريع بناء، بل هي خطوة نحو بناء مستقبل آمن بعد سنوات من المعاناة.

وتسعى محافظة حماة عبر حملة مجتمعية بعنوان "فداء لحماة" التي ستنطلق يوم غد السبت إلى دعم المناطق المتضررة، ومواصلة العمل في جميع القطاعات لتحقيق تطلعات المواطنين وتخفيف معاناة الأهالي وتسهيل عودة المهجرين رغم ضخامة التحديات.

ووفقاً لبيانات نشرتها قناة محافظة حماة على تلغرام ضمن برنامج حملة "فداء لحماة"، تحتاج المحافظة إلى 627 بئراً ومحطة مياه، وترميم 500 مدرسة و43 مسجداً و100 طريق بحاجة إصلاح، و43 مركزاً صحياً و7 مشاف بحاجة إلى تجهيز كامل، إلى جانب الحاجة لدعم المزارعين وتمكين الإنتاج.

مشاركة المقال: