كنوز أوغاريت: اكتشافات مذهلة تكشف عن ريادة المملكة السورية القديمة في العلوم واللغة


هذا الخبر بعنوان "إنجازات حضارية عالمية مذهلة لمملكة أوغاريت السورية في متحف دمشق الوطني" نشر أولاً على موقع sana.sy وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٢ نيسان ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
دمشق-سانا: في إطار الجهود المبذولة لإبراز ثراء الموروث الحضاري السوري، أقامت المديرية العامة للآثار والمتاحف ندوة علمية أثرية تراثية بعنوان "إنجازات حضارية عالمية مذهلة لمملكة أوغاريت السورية". سلطت الندوة، التي استضافتها القاعة الشامية في المتحف الوطني بدمشق، الضوء على أحدث الاكتشافات الأثرية واللغوية التي تؤكد ريادة هذه المملكة العريقة في مختلف المجالات.
استعرض الدكتور محمود السيد، المؤرخ والباحث المتخصص في علم الآثار واللغات القديمة، أوجه التشابه اللغوي بين اللغتين الأوغاريتية والعربية، وقدم نماذج نصية حية تظهر التطابق في البنى النحوية والاشتقاقات اللغوية، مما يثبت عمق الصلات بين اللغتين. كما عرض السيد نسخة طبق الأصل لأقدم نص أبجدي مسماري في العالم، يعود إلى عصر البرونز الحديث، ويحمل في طياته بذور النظام الكتابي الذي تطور لاحقاً.
كشفت الندوة عن مستويات متقدمة من المعرفة العلمية في مملكة أوغاريت. عرض السيد لوحاً مسمارياً بابلياً يحوي مسائل رياضية معقدة ونظريات هندسية متطورة، سبقت ظهور فيثاغورس، مما أثار اهتماماً كبيراً بين الحضور، خاصة مع عرض نماذج من المعادلات الرياضية المدونة بالخط المسماري، وفق النظام الستيني البابلي، والتي تمت ترجمتها إلى العربية لتكون في متناول الباحثين.
تطرق السيد إلى الإنجازات التقنية المدهشة للأوغاريتيين في مجال التعدين، حيث كشفت الحفريات عن أقدم الأدلة على تعدين الحديد ومحاولات تصنيع الفولاذ. أظهرت النقوش الأثرية براعة هؤلاء الصناع ونجاحهم في استخدام ثلاثة معادن مختلفة في وقت واحد، وهو إنجاز تكنولوجي فريد في ذلك العصر المبكر.
كشفت النقوش المسمارية عن جوانب متطورة من الحياة الاجتماعية في أوغاريت تثير الإعجاب. وثقت الألواح الطينية نظاماً متكاملاً لإيفاد الطلاب إلى الخارج لتعلم الحرف، وكشفت عن ممارسات التبني الرسمي التي كانت تتم بحضور الملك وبإجراءات قانونية منظمة، فضلاً عن نصوص تؤكد اعتراف المجتمع الأوغاريتي المبكر بحقوق المرأة، حيث سجل أحد الألواح تفاصيل أعلى مهر معروف في تاريخ عصر البرونز.
تناول السيد الدور المحوري لمملكة أوغاريت في تجارة الخيول وترويضها، من خلال تطوير الأوغاريتيين سلالات مميزة من الخيول كانت مطلوبة في كامل منطقة الشرق الأدنى القديم. كما تناول نصوصاً طبية بيطرية تُدرس في جامعة السوربون الفرنسية حالياً، تظهر مستوى متطوراً من المعرفة الطبية. ولم تخل الندوة من استعراض التحف الفنية الرائعة مثل تمثال أبو الهول المجنح، والفأس الأثرية المحفوظة في متحف اللوفر، التي تبرز براعة الفن الأوغاريتي وتأثيره الحضاري.
شهدت الندوة عرض فيلم وثائقي بعنوان "أنامل سورية حرفية مبدعة" سلّط الضوء على جهود الحرفيين السوريين في الحفاظ على الموروث الثقافي. أعلن عدنان تنبكجي، رئيس جمعية العادات الأصيلة، عن قرب تسجيل أربعة أعمال حرفية سورية في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، وهو ما يمثل اعترافاً دولياً بعراقة الحضارة السورية. وفي ختام الندوة، أكد جبران عيسى، الخبير في إدارة التراث الثقافي، على الأهمية الاستثنائية للتراث السوري كجسر يربط الماضي العريق بالحاضر المشرق، مشدداً على ضرورة بذل المزيد من الجهود للحفاظ على هذا الإرث الإنساني الفريد وتوثيقه للأجيال القادمة.
اقتصاد
صحة
سوريا محلي
منوعات