أعلنت شبكة الآغا خان للتنمية عن تخصيص مبلغ 15 مليون دولار أمريكي لدعم وتوسيع مشاريعها في محافظة حماة السورية. يهدف هذا الدعم إلى تعزيز برامج الشبكة في مجالات حيوية مثل الصحة، والمياه، والتعليم، والطاقة الشمسية، والإنتاج الزراعي، والتمويل الصغير، بالإضافة إلى صون التراث الثقافي والحفاظ عليه.
تغطي هذه المبادرات مناطق واسعة تشمل مدينة حماة ومحيطها، بالإضافة إلى مدن سلمية، ومصياف، والسقيلبية، ومحرّدة، والقرى والبلدات المجاورة. يؤكد هذا الالتزام من شبكة الآغا خان للتنمية على دعم الشعب السوري في استعادة الخدمات الأساسية، وإعادة بناء البلاد، وتعزيز قدرته على مواجهة الظروف الصعبة، مما يسهم في تحقيق التنمية والازدهار على المدى الطويل.
وفي سياق متصل، التقى نائب وزير الاقتصاد والصناعة باسل عبد الحنان في دمشق بوفد مشترك من شبكة الآغا خان للتنمية برئاسة الأستاذ غطفان عجوب، والمجلس الإسلامي الإسماعيلي برئاسة الأستاذة رانيه قاسم، لبحث فرص التعاون في المشاريع الصناعية والتعاونية. تناول الاجتماع دعم المشاريع المتوسطة والصغيرة، وإمكانات الاستثمار في مشاريع صناعية جديدة، وتبادل الرؤى حول الطاقة البديلة وتجربة التعاونيات. وأكد الجانبان أهمية تطوير آليات العمل الصناعي واستثمار الموارد المتاحة لتحقيق تنمية صناعية مستدامة.
وفي إطار الجهود المبذولة للنهوض بالقطاع التعليمي في القرى والبلدات السورية المتضررة، شهد مكتب مؤسسة الآغا خان توقيع اتفاقية رسمية لتنفيذ مشروع إعادة تأهيل المدارس في قريتي معارة النعسان وتلمنس في محافظة إدلب بين مؤسسة الآغا خان ومؤسسة ملهم. تمثل هذه الاتفاقية بداية شراكة جديدة تهدف إلى تحسين جودة التعليم من خلال ترميم مدرستين متضررتين وتوفير بيئة تعليمية آمنة وشاملة. يستهدف هذا المشروع دعم الأطفال الأكثر ضعفًا، بمن فيهم العائدون مع أسرهم، والطلاب المعرضون لخطر التسرب والانقطاع، والأطفال ذوو الإعاقة، بالإضافة إلى تمكين المعلمين والإداريين وتعزيز دور المجتمع المحلي في دعم العملية التعليمية. تأتي هذه الخطوة ضمن جهود مؤسسة الآغا خان (سورية) لدعم قطاع التعليم من خلال ترميم المدارس وتأهيل الكوادر التعليمية وتطوير الأساليب التعليمية.
من جهة أخرى، وقعت منظمة التنمية السورية مع شبكة الآغا خان للتنمية مذكرة تفاهم استراتيجية تهدف إلى تأسيس إطار تعاون شامل لتحويل الأولويات الوطنية إلى مشاريع وبرامج عملية تترك أثراً اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً وإغاثياً ملموساً، استناداً إلى مبادئ الحوكمة الرشيدة والشفافية والتوجه الوطني والاستدامة والجدوى الاقتصادية والتمكين المحلي. تحدد المذكرة مجالات التعاون في مسارات تمس حياة المجتمعات المحلية بشكل مباشر، من تطوير البنى التحتية والطاقة المستدامة وتحسين المرافق العامة، إلى تعزيز الأمن الغذائي ودعم الزراعة والاقتصاد الريفي ونشر الفكر التعاوني، مروراً ببرامج الاستثمار وريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وصولاً إلى حماية التراث الثقافي وتنشيط الصناعات الإبداعية والحرف التقليدية، وتطوير القطاع الصحي.
يستثمر هذا التعاون الخبرة المعرفية والتجربة التنموية والانتشار الجغرافي لمنظمة التنمية السورية وشبكة الآغا خان، من خلال توحيد المعايير والإجراءات وتبادل البيانات والخبرات وحشد التمويل اللازم لتنفيذ المشاريع وتحقيق الأهداف المشتركة، بما يسهم في تعزيز التنمية المستدامة في سورية وينعكس على نمو المجتمعات المحلية وتطورها ضمن إطار وطني متكامل.
وكان صاحب السمو رحيم الآغا خان قد تعهد خلال مؤتمر بروكسل لدعم سوريا، الذي عقد في آذار/مارس الماضي، بتقديم ما لا يقل عن 100 مليون يورو لدعم الشعب السوري على مدى عامين.
تُعدّ شبكة الآغا خان للتنمية مجموعة من المنظمات والمؤسسات الخاصة المكرسة لدعم الأفراد والمجتمعات، ولا سيما في إفريقيا وآسيا، وتمكينهم من تحسين جودة حياتهم وتعزيز السلام والاستقرار في بلدانهم. وتعمل وكالات الشبكة على تعزيز التقدم الاجتماعي والاقتصادي والثقافي للجميع، بغض النظر عن الجنس أو الأصل أو الدين أو العقيدة. وتعمل الشبكة في أكثر من ثلاثين دولة، من بينها سوريا، حيث حافظت على وجودها وعملها دون انقطاع منذ نحو ربع قرن. فاتح كلثوم - زمان الوصل