الأحد, 23 نوفمبر 2025 06:36 PM

أزمة مواصلات خانقة تواجه سكان الكسوة: ارتفاع التكاليف وتأثيرها على الدخل

أزمة مواصلات خانقة تواجه سكان الكسوة: ارتفاع التكاليف وتأثيرها على الدخل

يعاني أهالي مدينة الكسوة والبلدات المجاورة لها، مثل مخيم دنون والطيبة وزاكية وحرجلة والديرعلي والخيارة، من صعوبات جمة في الوصول إلى العاصمة دمشق، بسبب ارتفاع تكاليف المواصلات والإرباك الناتج عن اضطرارهم للنزول في منطقة نهر عيشة، لعدم توفر وسائل نقل مباشر من الكسوة إلى دمشق.

أجور المواصلات تلتهم جزءًا كبيرًا من دخل الموظفين

الطبيب معزّ النداف، وهو في مرحلة الاختصاص، يصف معاناته اليومية، حيث يضطر لاستخدام ثلاث وسائل نقل عامة للوصول إلى عمله في مستشفى "الهلال الأحمر" بشارع بغداد، بتكلفة تصل إلى 23 ألف ليرة سورية يوميًا. ويشير إلى أن عمله في أيام الجمعة يزيد من الأعباء المالية، بسبب قلة "الميكروباصات" واستغلالها للوضع برفع الأجرة. يضطر معزّ لاستخدام المواصلات العامة لمدة 20 يومًا في الشهر، ويكلفه ذلك حوالي 450 ألف ليرة سورية شهريًا، وهو ما يمثل نسبة كبيرة من راتبه البالغ 900 ألف ليرة سورية من مديرية الصحة، بالإضافة إلى 800 ألف ليرة من المستشفى كطبيعة عمل قد تتأخر لعدة أشهر.

أمين السالم، من جهته، يطالب بتخفيض أجرة "الميكروباصات"، معتبرًا أنها أصبحت "حملًا لا يطاق". ويقول إنه يفكر في إجبار ابنه على ترك الجامعة بسبب أجور المواصلات المرتفعة، حيث يدفع شهريًا 440 ألف ليرة سورية للوصول إلى عمله في منطقة الحلبوني بدمشق، بالإضافة إلى نفس المبلغ لابنه، في حين لا يتجاوز راتبه مليوني ليرة سورية.

مقترحات لتخفيف المعاناة

يقترح الطبيب معزّ النداف حلولًا تتمثل في إعادة السماح لـ"ميكروباصات" خط الكسوة بالوصول إلى البرامكة بأجرة 6000 ليرة سورية، أو توفير "باصات" نقل داخلي من الكسوة إلى دمشق. ويتساءل عن سبب عدم تخفيض أجور المواصلات بعد خفض أسعار المحروقات، ويطالب بإعادة أجرة "باصات" النقل الداخلي إلى 2000 ليرة سورية، وخفض أسعار "سرافيس" الكسوة إلى 5000.

أما أمين السالم، فيطالب بتأمين "باصات" نقل داخلي للمنطقة للتخفيف من أجور النقل.

خطة تشغيلية لتوزيع "باصات" النقل الداخلي

المدير العام للمؤسسة العامة لنقل الركاب في محافظة ريف دمشق، عمر قطان، يوضح أن توزيع "باصات" النقل الداخلي يتم وفق خطة تشغيلية تعتمد على كمية الوقود المتوفرة. ويشير إلى أن توسيع التغطية مرتبط بتوفر دفعات جديدة من "الباصات" وزيادة المخصصات التشغيلية. ويؤكد أن المؤسسة تسعى لتخديم جميع المناطق بوسائل نقل مناسبة، وأن الجهات المختصة تدرس تعرفة أجور النقل بما يتناسب مع تكلفة التشغيل والظروف الاقتصادية، مع وجود تعرفة جديدة ستصدرها المؤسسة قريبًا.

ويضيف أن وصول "ميكروباصات" خط الكسوة إلى البرامكة مرتبط بتنظيم النقل داخل مراكز المدن، ومنع تداخل الخطوط والحد من الازدحام. ويشير إلى عدم وجود دعم للمحروقات لوسائل النقل حاليًا، لكن المؤسسة تسعى للحد من ارتفاع أجور النقل و"تخفيف العبء عن المواطنين" قدر الإمكان.

مدير مؤسسة النقل البري في دمشق وريفها، حسين رقية، يوضح أن المديرية لا تستطيع تأمين "باصات" نقل داخلي للكسوة لأنها مخصصة للمدينة فقط، لكنه لا يستبعد ذلك في المستقبل، مشيرًا إلى وجود خطة قيد الدراسة لاحتمالية التوسع في خدمات النقل الداخلي إلى مناطق في الريف قد تشمل الكسوة، بالإضافة إلى دراسة أخرى لتخفيض أجور النقل بعد خفض أسعار المحروقات.

مشاركة المقال: