الأحد, 23 نوفمبر 2025 08:39 PM

حمورية تئن تحت وطأة الإهمال: 14 عامًا من المعاناة في ظل غياب الخدمات الأساسية

حمورية تئن تحت وطأة الإهمال: 14 عامًا من المعاناة في ظل غياب الخدمات الأساسية

تعاني بلدة حمورية في ريف دمشق من نقص حاد في الخدمات الأساسية منذ أكثر من عقد، حيث يشتكي الأهالي من انقطاع المياه والكهرباء لساعات طويلة، بالإضافة إلى تهالك البنية التحتية التي تذكرهم بآثار الحرب. وفي ظل غياب حلول جذرية من الجهات المعنية، يضطر السكان لتحمل تبعات هذا الحرمان.

وفي حديث خاص لـ”سوريا 24”، وصف وسام الغوطاني، أحد أبناء حمورية، الوضع الحالي في البلدة بأنه لا يرقى إلى مستوى الحياة الأساسية، مؤكدًا على انعدام الخدمات. وأشار إلى مطالباتهم المستمرة منذ سنوات بتركيب أسلاك كهربائية جديدة، نظرًا لحاجة أكثر من 85% من الشبكة للاستبدال، دون أي استجابة.

كما لفت الغوطاني إلى النقص الشديد في الكوادر والإمكانيات في مكتب الطوارئ في حمورية، حيث لا يوجد سوى موظف واحد فقط. وأوضح أن شبكة المياه متوقفة منذ عام 2013، ما يعني أن البلدة تعيش بلا مصدر مياه رسمي منذ أكثر من 12 عامًا.

وأضاف أن الكهرباء مقطوعة منذ يومين تقريبًا، وإذا توفرت، فإنها لا تتجاوز 5 ساعات يوميًا، بينما تنعم البلدات المجاورة بـ 10 ساعات من الكهرباء. وأشار إلى أن المسؤولين يعزون ذلك إلى نقص الدعم الحكومي، والاكتفاء بتقديم الوعود دون تنفيذ فعلي.

ويصف الأهالي غياب المياه وانقطاع الكهرباء وانعدام الهاتف الأرضي والطرقات المحفرة بأنه واقع مرير يذكرهم بسنوات الحصار، ويتساءلون عما إذا كان الخلل يكمن في مسؤولي البلدة أم أنه إهمال متعمد.

وقال أحد سكان البلدة في حديثه إلى “سوريا 24”: “لم نعد ننتظر الفرج… صبرنا 14 سنة، تحملنا قصفًا وحصارًا وتهجيرًا، حتى يصبح صوتنا مسموعًا، والآن ننتظر كتابًا رسميًا من البلدية يؤكد أن المحافظة لم تقدم شيئًا، حتى نعرف من نراجع ومن نطالب”.

ويروي سكان آخرون معاناتهم اليومية، مشيرين إلى أن الكهرباء لم تتوفر سوى ساعتين فقط طوال الشهر قبل شهرين. كما أشاروا إلى تجاهل شبكات المياه والأعطال المتواصلة في شبكة الكهرباء، مع وجود شخصين فقط لإصلاح الأعطال في البلدة بأكملها. بالإضافة إلى ذلك، يعانون من انتشار الكلاب الضالة وتراكم القمامة.

وفي حارة الطاحون، يؤكد الأهالي أنهم لم يروا الكهرباء منذ ثمانية أيام، رغم الوعود بتركيب محولة جديدة، معبرين عن استيائهم من طول مدة الانتظار.

ولخص أحد السكان الوضع قائلاً: “في حمورية لا توجد شبكة مياه، ولا شبكة كهرباء محترمة؛ مجرد وصلات كل عدة أمتار. لا هواتف أرضية، والطرقات مقرفة، ترقيعات لا تصمد، ومطبات كل عشرة أمتار… بينما البلدات المجاورة مثل سقبا أفضل منا بكثير”.

تواصلت منصة “سوريا 24” مع شركة كهرباء ريف دمشق للوقوف على أسباب وضع الكهرباء في حمورية، والتي أكدت أنها تتابع بشكل مستمر أوضاع الشبكة الكهربائية في مناطق الغوطة الشرقية، ولا سيما في البلدات التي تعرضت خلال سنوات الحرب لتدمير واسع في البنية التحتية، وعمليات سرقة وقطع في خطوط الشبكات، مثل بلدة حمورية وعدد من البلدات المجاورة.

وأوضحت الشركة أن أعمال التأهيل الجارية تشمل صيانة الشبكات والمحولات وإعادة مد الخطوط المتضررة، وهي عمليات معقدة تتطلب وقتًا نظرًا لحجم الدمار الذي لحق بالبنية الكهربائية في تلك المناطق. ومع ذلك، فإن ورشات الصيانة تعمل بشكل يومي على معالجة الأعطال الطارئة وتحسين قدرة المحولات القائمة، بالتوازي مع استبدال الأقسام المتضررة من الشبكة.

وأشارت الشركة إلى أن المواطنين قد لا يلمسون التحسن بشكل فوري نظرًا لطبيعة العمل الفني وتعدد المراحل التي تمر بها عمليات الإصلاح، لكنها تؤكد أن الأعمال تتقدم بوتيرة جيدة، وأن النتائج الإيجابية ستظهر تدريجيًا خلال الفترة المقبلة.

واختتمت بالتأكيد على التزامها الكامل بتحسين واقع الكهرباء في الغوطة الشرقية، وأن خطط التأهيل الموضوعة ستسهم في رفع معدل الاستقرار الكهربائي وتحسين جودة الخدمة في أقرب وقت ممكن.

وكانت “سوريا 24” قد تناولت قبل نحو شهر ملف تدهور وضع الكهرباء والخدمات في حمورية، ورغم ذلك لم تتخذ الجهات المعنية أي خطوة فعلية لمعالجة الأزمة حتى اليوم، وفق ما يؤكده الأهالي.

مشاركة المقال: