أكد المهندس أحمد درويش، مدير المؤسسة العامة لمياه الشرب في دمشق وريفها، على الدور الهام الذي لعبته مبادرة المجتمع المحلي ضمن حملة "ريفنا بيستاهل" في إنشاء وحدة مياه النبك الجديدة وتزويدها بالتجهيزات الفنية والإدارية الحديثة. وأشار إلى أن هذا الدعم انعكس بشكل مباشر على تحسين كفاءة العمل وجودة الخدمات المائية المقدمة للمواطنين.
وفي تصريح لمراسلة سانا، أوضح درويش أن المبنى الجديد يوفر بيئة عمل مناسبة للكادرين الفني والإداري، ويسهل استقبال المراجعين، ويرفع مستوى الاستجابة للأعطال، مما يحسن تقديم الخدمات لنحو 125 ألف نسمة في مدينة النبك والمناطق المجاورة.
مشاريع لتعزيز المصادر المائية
أضاف درويش أن المؤسسة قامت مؤخراً بتأهيل بئر وتجهيز أخرى بعمق يتراوح بين 200 و250 متراً، مما أدى إلى زيادة الوارد المائي. كما تم تنفيذ أعمال صيانة تضمنت استبدال محولات كهربائية وإنجاز خزان مياه جديد لتعزيز القدرة التخزينية ورفع وثوقية الإمداد.
تجهيزات حديثة بتمويل مجتمعي
من جهتها، أكدت المهندسة أريج الأديب، رئيسة وحدة مياه النبك، أن المبنى الجديد يمثل نقلة نوعية في مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، حيث تم تجهيزه بكل الاحتياجات الفنية والإدارية. وأشارت إلى أن التكلفة التقديرية للمبنى بلغت نحو 25 ألف دولار، منها 20 ألف دولار من حملة "ريفنا بيستاهل" و5 آلاف دولار من قبل المجتمع المحلي.
تسهيل الخدمات ورفع الكفاءة
أوضحت الأديب أن المبنى يضم تجهيزات حديثة تتماشى مع التطور في قطاع الاتصالات والتكنولوجيا، مما يسهل حصول المواطنين على الخدمات بسرعة وكفاءة، ويعزز من قدرة الوحدة على تقديم خدمات مباشرة تشمل استقبال طلبات الاشتراك الجديدة، ونقل الملكية وإيقاف العدادات عند السفر، والكشف عن التسربات المنزلية وفحص العدادات المعطلة وإصدار أذونات العدادات، ودعماً إضافياً للمضخات والآبار. كما تخدم الوحدة مدينة النبك وأربع قرى تابعة لها، مما جعل من المبنى الجديد مقراً محورياً في تحسين مستوى الخدمة في المنطقة.
كما بينت أن المجتمع المحلي قدم دعماً كبيراً من خلال التبرع بخمس مضخات جديدة، إضافة إلى سحب المضخات المعطلة وإصلاحها لتكون جاهزة للاستخدام عند الحاجة، فضلاً عن تجهيز عدد من الآبار بمواسير حديدية تزيد من كفاءتها التشغيلية، مؤكدة أن عمليات التطوير مستمرة بما يعزز الاستقرار المائي في المنطقة.
تعزيز منظومة الإدارة المائية
من جانبه، أشار المهندس توفيق عطر شان، عضو اللجنة الفنية الداعمة لوحدة مياه النبك، إلى أن المبنى الجديد يمثل خطوة مهمة في تطوير الخدمات المائية في المنطقة، نظراً للتجهيزات الفنية الحديثة التي زُوّد بها، والتي أسهمت في تحسين سرعة الاستجابة للأعطال ورفع كفاءة التشغيل.
التنظيم الإلكتروني
وبينت نظيرة حمزة، رئيسة دائرة المشتركين في الوحدة، أن الدائرة تؤدي دوراً أساسياً في تنظيم العلاقة بين المؤسسة والمشتركين، من خلال معالجة مختلف الطلبات المتعلقة بالخدمات المائية، ومنها: طلبات إلغاء العدادات، الاشتراكات الجديدة، نقل الملكية، موضحة أن العمل يتم بالتنسيق مع مراقبي الشبكة الذين يجمعون البيانات ويُدخلونها إلى النظام الإلكتروني، الذي يحتوي قاعدة معلومات تضم نحو 23 ألف مشترك، ويتم تحديثها باستمرار.
وأضافت: إنه بعد المعالجة تصدر الدورة المائية ليجري تحصيلها عبر الجباية، لافتة إلى أن الدائرة تعمل أيضاً على نشر الإرشادات الخاصة بترشيد استهلاك المياه وتسهيل الإجراءات على المواطنين.
تحسّن ملحوظ في الخدمات
بدوره، أكد المواطن محمد طيب، وهو من أبناء مدينة النبك العائدين من بلاد الاغتراب، أنه بادر إلى تركيب عداد مياه جديد في منزله بعد عودته، مشيراً إلى أن إجراءات المعاملة كانت واضحة وسريعة، وتم إنجازها بسهولة ودون تعقيد.
وبين طيب أن التطور الحاصل في الوحدة يعكس جهداً كبيراً في واقع الخدمة وتعزيز التواصل مع المواطنين داخل المنطقة وخارجها، ما أتاح له متابعة معاملته بكل يسر رغم وجوده خارج البلاد لفترة طويلة.
يشار إلى أن المبنى الجديد لوحدة مياه النبك دُشن في العشرين من الشهر الجاري بحضور محافظ ريف دمشق عامر الشيخ، ومدير عام مؤسسة مياه الشرب في محافظة دمشق وريفها المهندس أحمد درويش، ومسؤول منطقتي النبك ويبرود المهندس محمد كريمة، وعدد من الوجهاء، وذلك ضمن حملة "ريفنا بيستاهل" وبالتعاون مع المجتمع المحلي.