الأربعاء, 26 نوفمبر 2025 06:02 AM

قوة الكلمة تصنع السلام: دور الإعلام الإيجابي في بناء مجتمع متماسك

قوة الكلمة تصنع السلام: دور الإعلام الإيجابي في بناء مجتمع متماسك

لم تعد نشرات الأخبار المصدر الوحيد للحقيقة، فكل هاتف ذكي تحول إلى محطة إعلامية، وكل منشور له القدرة على إحداث تأثير مماثل للخبر العاجل. في هذا الفضاء المليء بالانفعالات والتضليل، يبرز الإعلام الإيجابي كضرورة ملحة، بل كصمام أمان يحمي المجتمع من الانقسامات.

الكلمة اليوم تحمل قوة هائلة، فهي قادرة على إشعال الفتن أو إخماد الخوف، وبناء جسور التواصل أو هدم الثقة. السؤال الذي يطرح نفسه: هل نستغل هذه المنصات لبناء وطن موحد أم لتهديد وحدته؟

"اضبط نفسك… قبل أن تضبط كلماتك"

الإعلامي عبد الباسط وسوف يرى أن المشكلة تكمن في الشخص الذي يقف خلف الشاشة وليس في المنصة نفسها، مؤكداً أن إدارة الذات هي أساس الخطاب المسؤول. ويحذر من أن الانفعال قد يؤدي إلى كلمات جارحة يصعب إصلاحها. ويرى وسوف أن الإعلامي الحقيقي يبدأ بتهدئة صوته الداخلي، وتجنب الشخصنة، والتحرر من ردود الفعل السريعة. ويضيف أن الكلمة لا تصبح قوة إلا بالوعي، وبدونه تتحول إلى سلاح فتاك في زمن الفتن. ويعتبر وسوف أن كل حساب شخصي هو منصة إعلامية، وأن كل مستخدم يمتلك تأثيراً قد يقود نحو التهدئة أو نحو أزمة جديدة.

الإعلام مشروع وعي

الإعلامية سهى درويش تتفق مع وسوف، وتضيف أن الإعلام اليوم هو خط الدفاع الأول عن المجتمع. وتؤكد أن الإعلام الذي يكتفي بسرد الأحداث هو إعلام قاصر، وأن المطلوب هو صناعة وعي يحمي الناس من الانجراف وراء خطاب الكراهية. وتشدد على أن مواجهة الطائفية تتطلب خطاباً مبنياً على معلومات دقيقة، ولغة لا تحرض ولا تستفز وتحترم جميع مكونات المجتمع، ومسؤولية أخلاقية قبل المهنية، والحفاظ على هوية واحدة لا هويات متصارعة. وتختتم قائلة: "نحن لا نكتب لنملأ الفراغ… نحن نكتب لنحمي الناس".

القارئ… صانع الخطاب

لم يعد القارئ مجرد متلقي، بل شريك مباشر في تشكيل الوعي العام. فمنشور واحد قد يوقف انتشار معلومة كاذبة، وتعليق واحد قد يمنع شرارة تحريض، ومشاركة قصة إيجابية قد تزرع أملاً. كل قارئ اليوم يتحمل جزءاً من المسؤولية، وكل كلمة يكتبها تقود المجتمع نحو التسامح أو الانقسام.

نحو حضور إعلامي يصنع المحبة… لا الخصام

الإعلام الإيجابي ليس مجرد شعار، بل ضرورة في هذا العصر الذي تتسارع فيه الأخبار وتتكاثر فيه الأصوات. عندما يختار الإعلامي الاعتدال، ويقرر القارئ نشر الكلمة الطيبة، يتحول الفضاء الرقمي إلى مساحة لبناء مجتمع لا تهزه الطائفية ولا يهدمه التحريض. إنها معركة وعي تنتصر فيها الكلمة المسؤولة دائماً.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

مشاركة المقال: