الخميس, 27 نوفمبر 2025 09:54 AM

باحثون في جامعة اللاذقية يواجهون تحديات التمويل والمراجع وصعوبات النشر

باحثون في جامعة اللاذقية يواجهون تحديات التمويل والمراجع وصعوبات النشر

أكد طلاب الدراسات العليا والباحثون في جامعة اللاذقية أن التحديات التي تواجههم لا تختلف كثيراً عن تلك الموجودة في الجامعات السورية الأخرى. وأشاروا إلى أن الواقع البحثي لا يزال يواجه عقبات متعددة تعيق تطوره وتحول الأبحاث إلى تطبيقات عملية تخدم المجتمع.

من بين هذه العقبات، النقص في الكوادر الأكاديمية المشرفة، حيث يشرف الأستاذ الواحد أحياناً على عدد كبير من طلاب الماجستير والدكتوراه، مما يحد من قدرته على متابعة كل طالب بشكل فعال. بالإضافة إلى ذلك، هناك ضعف في التمويل وصعوبة في الوصول إلى المراجع، فضلاً عن صعوبة النشر في المجلات العالمية بسبب ارتفاع التكاليف.

الدكتور يزن معمار، الباحث في مجال طب الأورام، أوضح أن الأبحاث الجامعية تميل إلى الطابع النظري بسبب ضعف التمويل ونقص التجهيزات المخبرية، إضافة إلى محدودية الإمكانات المرتبطة بالظروف الاقتصادية. وأشار إلى صعوبة الوصول إلى المراجع العلمية العالمية بسبب الاشتراكات المدفوعة، مما يحمل الطلاب أعباء مالية كبيرة، داعياً إلى توفير وصول أوسع للمصادر الأكاديمية. وشدد على أهمية تخصص المشرف في موضوع البحث لضمان جودة النتائج، لافتاً إلى أن كثيراً من الأبحاث تبقى غير منشورة بسبب تكلفة النشر المرتفعة. واقترح إنشاء وحدة جامعية تعنى بالبحث والنشر الأكاديمي وتوجيه الأبحاث نحو احتياجات المجتمع وسوق العمل، وتفعيل صندوق دعم البحث العلمي وإحياء دور الهيئة العليا للبحث العلمي.

من جهته، أشار الباحث الدكتور فارس وردان المنصور، اختصاص تعويضات ثابتة في طب الأسنان، إلى أن البحث العلمي رحلة طويلة تواجه عقبات عدة، أبرزها صعوبة الوصول إلى مصادر موثوقة، وتعقيدات جمع البيانات وتحليلها، ومتطلبات الكتابة الأكاديمية، إضافة إلى نقص التمويل والضغط النفسي. واقترح تنظيم الوقت، واللجوء إلى مصادر بديلة، وطلب مساعدة المشرفين والزملاء، وتعلم الأدوات التقنية، والسعي للحصول على منح، وتطوير مهارات الكتابة والحفاظ على التوازن النفسي.

مدير مديرية الدراسات العليا والبحث العلمي في جامعة اللاذقية، الأستاذ الدكتور عمر محمد الخليل، أوضح أن الجامعة تدرك التحديات المتعلقة بتوافر المراجع والمصادر العلمية المحدثة، وتعمل على تطوير المكتبة المركزية والاشتراك في قواعد البيانات الدولية وتوفير مصادر مفتوحة الوصول، بالإضافة إلى التعاون مع مكتبات جامعات أخرى لتبادل المصادر. وأشار إلى أن الجامعة تعمل على الحصول على اشتراكات في عدد من قواعد البيانات العالمية مثل Scopus وWeb of Science، وتخطط لعقد دورات تدريبية للباحثين حول كيفية استخدام هذه القواعد والاستفادة منها.

وعن خطط دعم الباحثين، أوضح الخليل أنه يتم العمل على توفير دعم مالي جزئي أو كلي لتكاليف النشر في المجلات المحكمة، خاصة للبحوث المتميزة، ودراسة إنشاء صندوق دعم بحثي خاص بالدراسات العليا، بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والجهات الداعمة. كذلك تقام دورات متخصصة في مهارات النشر العلمي، وتقديم استشارات فردية للباحثين حول اختيار المجلات المناسبة وتحسين جودة الأبحاث.

وأكد الخليل أنه يتم إرشاد الباحثين إلى المجلات ذات الرسوم المخفضة أو المجانية، والمجلات مفتوحة الوصول ذات السمعة الجيدة، وتشجيع النشر في المجلات المحكمة المحلية والعربية المعتمدة، والتخطيط للتعاون مع عدة منصات للنشر مفتوح الوصول، والسعي لتوقيع اتفاقيات مع ناشرين دوليين لتخفيض رسوم النشر للباحثين من جامعة اللاذقية، ووضع خطط لفهرسة مجلة الجامعة في قواعد البيانات العالمية مفتوحة الوصول.

وعن تطوير آلية الربط بين الأبحاث الجامعية واحتياجات المجتمع أو سوق العمل، بين الخليل أن هناك مكتب نقل التقانة الذي يعمل على تحويل الأبحاث إلى تطبيقات عملية، وسيتم التواصل مع الجهات المحلية لتحديد احتياجاتهم البحثية. وأكد أن هناك مساعيَ لتحسين البنية التحتية البحثية، وتعزيز الشراكات الدولية، وزيادة الدعم المالي للباحثين، وإنشاء مراكز بحثية متخصصة مثل مركز أبحاث السرطان، بالإضافة إلى تشجيع الأبحاث متعددة التخصصات، والسعي إلى تطبيق مفهوم “الجامعة المنتجة”.

يشار إلى أنه حسب تصنيف Webometrics، تقدمت جامعة اللاذقية إلى المرتبة 3756 عالمياً والثانية محلياً، كما حصلت على المرتبة الأولى في سورية حسب AD Scientific Index 2024.

مشاركة المقال: