نيويورك-سانا: أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) اليوم عن استمرار معاناة 32 ألف فلسطيني من النزوح القسري من مخيمات شمالي الضفة الغربية، وذلك نتيجة للعمليات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة منذ بداية العام الجاري.
أوضحت الأونروا في منشور عبر منصة “X” أن هذا العدد الكبير من السكان ما زال يعيش حالة نزوح قسري من مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، مشيرة إلى أن هذه المخيمات أصبحت شبه خالية تماماً نتيجة للعمليات العسكرية الإسرائيلية التي بدأت في 21 كانون الثاني الماضي.
ووصفت الوكالة الأممية الوضع في المخيمات الثلاث بأنها تحولت إلى "مدن أشباح" بعد أن كانت "نابضة بالحياة"، مؤكدة أن السكان ما زالوا يعانون من النزوح القسري.
وأشارت الأونروا إلى أن "الجيش الإسرائيلي" أصدر خلال الأيام الأخيرة أوامر هدم جديدة بحجة "الأغراض العسكرية"، حيث يشمل آخر هذه الأوامر هدم 12 مبنى بشكل كامل في مخيم جنين، وهدماً جزئياً لـ 11 مبنى آخر، على أن يبدأ تنفيذ هذه الأوامر غداً.
كما لفتت إلى أن شهري آذار وحزيران الماضيين شهدا إصدار أوامر هدم جماعية طالت أكثر من 190 مبنى في مخيم جنين، بالإضافة إلى تدمير 20 مبنى آخر عبر التفجير المتحكم به في شباط الماضي.
وأكدت الأونروا أن هذا التدمير الممنهج يتعارض مع المبادئ الأساسية للقانون الدولي، ولا يؤدي إلا إلى "تعزيز سيطرة طويلة المدى لجيش الاحتلال على المخيمات".
وشددت الوكالة الأممية على أن "هذه المناطق تحتاج إلى إعادة بناء، وليس إلى مزيد من التدمير، وأنه يجب السماح لسكانها بالعودة إلى منازلهم واستعادة حياتهم".
يذكر أن الاحتلال أطلق في 21 كانون الثاني الماضي عملية عسكرية واسعة تحت اسم "السور الحديدي" انطلقت من مخيم جنين ثم توسعت لتشمل مخيمي طولكرم ونور شمس.
وتأتي هذه التطورات في سياق تصعيد إسرائيلي مستمر في الضفة الغربية منذ أكثر من عامين، تخللته عمليات اقتحام واعتقال واغتيال، بالتزامن مع حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة منذ الـ 7 من تشرين الأول 2023 واستمرت لعامين.
وبحسب بيانات رسمية فلسطينية، أسفرت الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية عن استشهاد أكثر من 1083 فلسطينياً وإصابة نحو 11 ألفاً واعتقال ما يزيد على 20 ألفاً و500 شخص منذ بدء التصعيد.